دان حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة قطر السودان جرائم القتل المتعمد الذي أضحى نهجا ثابتا للقوات الأمنية في تصديها للاحتجاجات السلمية، بإطلاق الرصاص الحى ، ومداهمة المشافي ، ومواكب تشييع جثامين الشهداء والقتل العشوائي للمواطنين ونهب ممتلكاتهم ،إضافة إلى الاعتقالات الواسعة وسطهم ووسط الأطقم الطبية، في محاولة يائسة لحرف الحراك السلمي بعد أن فشل مخطط الطغمة الانقلابية بوعى الشعب وتضحياته الغالية في التدجين والإرهاب وعسكرة الانتفاضة .
وقال البعث في بيان صادر عنه اليوم (السبت 29 يناير 2022)، ان مواكب 24 يناير، وما تلاها ، في العاصمة وفي مدينة مدني ، شهدت فصلا جديدا من إرهاب الطغمة الانقلابية وعنفها، والذي تمخض عن ارتقاء أرواح ثلاثة من الشهداء أحدهم في مدني، بجانب العشرات من الجرحى، الذين اصطادهم الرصاص أو البمبان ومئات المعتقلين والمعتقلات، وأكد البعث أن ذلك النهج الإجرامي، لم يثن الجماهير عن ممارسة حقها في التعبير والاحتجاج السلميين، وابتداع صيغ مبتكرة ومتزامنة ، لضعضعة قوى آلة الطغمة الدموية وارهاقها وتشتيتها ،و التأكيد على الطابع السلمي للملحمة الشعبية .
وحيا حزب البعث، سكينة أسر الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين وتماسكهم ، وأشاد بالوقفة الشجاعة للمستشارين القانونيين ووكلاء ورؤساء النيابة والقضاة، الذين رفعوا صوتهم منددين بالمجازر التي ترتكب بحق أبناء وبنات شعبنا، مطالبين بوقفها، وبتقديم مرتكبيها للمحاكمة.
وثمن البعث شجاعة معاشيو ضباط القوات المسلحة الذين دعوا الانقلابيين لتسليم السلطة للمدنيين، وقال إن هذه الفعاليات الشجاعة لم تكن معزولة عن تقدم النضال الشعبي خطوات إلى الأمام بانضمام العديد من القطاعات الثورية للمنازلة الجسورة ضد الانقلاب، حيث حفل المشهد بالعديد من المبادرات الداعمة للشارع الثائر، ومنها تقديم العديد من شاغلي الوظائف الدستورية، في العاصمة والاقاليم استقالات من مناصبهم وآخرين رفضوا الاستوزار ،احتجاجا على تفاقم القمع الموجه ضد الجماهير، واستنكارا لامتناع الطغمة الحاكمة عن الوفاء بتعهداتها باحترام حق المواطنين في التعبير والاحتجاج السلميين.
وثمن البعث تماسك ترس الشمال ،بتصديه لسياسات تدمير القطاعات الإنتاجية التي أعلنتها موازنة الطغمة الانقلابية بزياداتها الخرافية لتعرفة الكهرباء بمتوسط خمسمائة في المائة، إضافة إلى تحميل المنتجين الصغار والفقراء وذوى الدخل المحدود، أعباء الإنفاق البذخي على عناصر السلطة ، والإنفاق المفتوح على أجهزة ومواد القمع، وعلى شراء ولاءات القوى الميتة لانقلاب قوى الردة، لحماية مصالحها وفسادها .
كما استطاع ترس الشمال وفى وقت وجيز كشف القناع عن المسكوت عنه من فوضى متعمدة، وهدر لموارد وثروات البلاد، عبر التجارة البينية مع دول الجوار ،وتصميم على استمرار الصادرات فى شكل مواد خام اولية
بدون عوائد من النقد الاجنبى ،اضافة الى استخدامها اغطية لتهريب الذهب ،وعبر جهات نافذة فى السلطة الانقلابية.
.وتجنب سيطرة الدولة على قطاع المعادن شركات القوى النظامية وولاية المالية على المال العام وانشاء البورصات والشركات العامة . . . الخ …
لقد كشفت مواكب 24 يناير والفعاليات الاخرى ، تمسك الجماهير بسلميتها، في مقابل تمسك الطغمة المتسلطة المتحالفة مع العدو الصهيوني العدواني العنصري والمحاور الاقليمية، بعنفها المفرط، الذى وفرت له ادواته وآخر تقنياته .
ان دموية الانقلابيين، التي اصبحت نهجا ثابتا في مواجهة جموع الشعب، تتطلب مزيدا من التلاحم بين قوي الثورة للتوحد في جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير علي طريق انفاذ العصيان المدني والاضراب السياسي العام. ونبذ نهج التفرد والتمحور حول المصالح الذاتية الضيقة
وقال البعث إن حقن الدماء السودانية الذكية، يقتضي تصفية الانقلاب، وتقديم قادته للمحاكمة، قصاصا لقوافل الشهداء التي لم تتوقف صعودا، منذ يوم 25 اكتوبر.
وإقامة السلطة المدنية الانتقالية الكاملة لأقصر فترة ممكنة .