أرجعت مجلة (فورن بوليسي) الأمريكية تأخر وصول السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفيري إلى معارك سياسية وصفتها بالخطيرة بين إدارة الرئيس جو بايدن ومجلس الشيوخ الأمريكي. وقالت المجلة في تقرير إن تأجيل العديد من مرشحي بايدن يرجع إلى معركة سياسة خطيرة للغاية جاءت نتيجة لبطء بايدن في تعيين سفراء بلاده حتى 19 أبريل من العام الماضي. وأضافت: (على الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ أن يعملا معاً لتحريك إجراءات المرشحين للمناصب بسرعة).
وقالت الصحيفة إنه تم تقديم جميع المرشحين تقريباً دون الأوراق اللازمة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وبالرغم من ترشيح سفراء كل من السودان والفلبين وكوريا الجنوبية في 28 من يناير الجاري إلا أنهم لم يستلموا وظائفهم بعد. وتابعت: كل هذه الدول هي إما حلفاء للولايات المتحدة أو تواجه تحديات أمنية كبيرة مع احتمالية أن تنزلق قريباً في النزاع، وأشارت إلى أن الفشل في الاستفادة من المرشحين لملء هذه الوظائف يرسل رسالة خاطئة أن الدبلوماسية مع هذه البلدان ليست مهمة.
وكان السيناتور الجمهوري جيم ريش إنتقد في تصريحات سابقة تأخر الإدارة الأميركية في تعيين سفير في السودان وقال إن المماطلة تدل بشكل واضح على غياب الأولويات التي أعطيت لترشيح اسم لهذا المنصب منذ أن أعلن وزير الخارجية السابق مايك بومبيو عن تبادل السفراء مع السودان في ديسمبر 2019. ولمح ريش إلى أن مرشح الإدارة جون غودفري ليست لديه خبرة سابقة كسفير وقال: (كنت أفضل أن أرى مرشحاً لديه خبرة سابقة كسفير، لكني أعلم أن وزارة الخارجية تواجه تحديات في التعيينات لهذا المنصب).
والثلاثاء تعقد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع، لمناقشة الوضع في السودان وسيحتل ملف ترشيح جون غودفري سفيراً أميركياً لدى السودان، مساحة لا بأس بها من النقاش، فقد أشارت مصادر في مكتب رئيس اللجنة بوب مننديز بأن السيناتور سيسلط الضوء خلال الجلسة على أهمية أن يستلم شخص مؤهل وذو خبرة هذا المنصب المهم للغاية، ورفض المصدر الحديث عما إذا كان مننديز يدعم غودفري، مشيراً إلى أن عملية المصادقة من قبل مجلس الشيوخ ستكون طويلة، وتحتاج إلى التدقيق بخلفيات المرشح ومؤهلاته.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون إلى أن كل الجدل المثار بشأن سفير واشنطن في الخرطوم مرده إلى التخبط الكبير في السياسة الأمريكية تجاه السودان. وأكد الخبراء أن أمريكا لا تهتم بحلفائها كثيراً وسرعان ما تتخلى عنهم في أقرب فرصة. مشيرين إلى ما حدث في أفغانستان والعراق وغيرها. وقال الخبراء أن ملف السودان داخل إدارة بايدن متنازع عليه وهناك أكثر من إتجاه في كيفية التعامل مع السودان. لذلك تأتي القرارات والتعيينات وتصحبها إنتقادات لاذعة هنا وهناك. ونصح الخبراء من يعولون على أمريكا في الداخل أن عليهم إعادة النظر لأن أمريكا في كل سياساتها لا تريد الإستقرار لأحد وإنما تخدم مصالحها فقط ولا تنتبه بعدها لمن خدمها أو صار عميلاً لها.