لم نكن في يوم من الأيام من الذين ينتظرون حل مشاكل السودان من الخارج ومازلنا عند ذات الموقف رغم كل ما حاق بالسودان جراء الانقلابات والنزاعات المسلحة التي أضرت بالسودان وشعبه ومازالت.
ذلك لايعني أننا دعاة إنكفاء على الذات والانعزال عن العالم بل إننا من أنصار إعمار علاقات السودان الخارجية بما يخدم مصالح السودان والسودانيين دون الدخول في تحالفات ومحاور مع او ضد.
كنا ننتظر من الأسرة الدولية والأشقاء والأصدقاء في العالم المحيط بنا دعم الإرادة الشعبية الرافضة للانقلاب على الحكم المدني لكن للأسف ما يحدث في الواقع غير ذلك.
تجسد هذا التتخبط والغموض المريب خلال الحراك الحالي الذي يقوده رئيس بعثة يونيتامس بالسودان فولكر بريتس الذي يصر في تصريحاته – كم نشر في “السوداني”اليوم السبت مع الصورة المرفقة هنا – على ضرورة تعزيز المناخ الملائم لانجاح المشاورات السياسية لكنه عملياً يتشاور مع الانقلابيين الذين انقلبوا على الحكومة المدنية وعطلوا مسار الحكم الانتقالي وعرقلوا عملية السلام وبسط العدل وعجزوا عن توفير الأمن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
يحدث هذا و لاشك أنه قد قد سمع تصريحات رئيس الانقلاب وهو يصر على انه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة عبر انتخابات متعجلة يجرونها على هواهم.
للأسف المبعوث الاممي يمارس ذات السياسات الخاطئة التي فشلت في تحقيق السلام في السودان طوال سنوات حكم الانقاذ عبر الاتفاقات الثنائية والجزئية والترضيات والتسويات التي أثمرت حركات مسلحة اخطبوطية، فقدنشرت صحيف السوداني في ذات عدد اليوم أن المبعوث الأممي فولكر تسلم رؤية مسار الشرق، المختلف عليه من منذ إعلانه عبر اتفاق جوبا للسلام.
مرة أخرى تؤكد الجماهير الرافضة للانقلاب على سلميتها رغم كل صنوف العنف والقتل المتعمد الامر الذي دفع السيناتور الديمقراطي الامريكي كريس كونز لأن يقترح لجان المقاومة السودانية ولجنة أطباء السودان لنيل جائزة نوبل للسلام، انهم ليسوا ضد المؤسسة العسكرية المعهودة إنما هم ضد الانقلابيين الذين يعملون على تمكين سلطة لحكم لهم بالقوة.