العداء للجنة ازالة تمكين نظام المخلوع ، لم يأت بتاريخ استرجاعها أموال وممتلكات الدولة المسروقة واراضيها المنهوبة ولم يكن نتيجة (غُبن ) عند عناصر النظام البائد كما يعتقد بعض الناس انه السبب في الحملات التي نفذت لضرب اللجنة ، ولكن ولد العداء للجنة إزالة التمكين منذ اليوم الأول، وهو يوم إجازة قانون لجنة التفكيك والذي استمر في اجتماع لأكثر من ١٢ ساعة، وكان رئيس مجلس السيادة ونائبه ضد إجازة هذا القانون هذا حسب تصريحات عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان وبرروا ذلك بأن هذا القانون سيخلق مشاكل في البلد وقد يقود إلى انفلات وكانوا متخوفين، ولم يرحبوا بعملها .
لذلك عندما قرر قائد الجيش الانقلاب على الحكومة الشرعية كان من أول القرارات التي أصدرها ، هو قرار بتشكيل لجنة لمراجعة واستلام الأموال المستردة بواسطة لجنة إزالة التمكين وذلك بعدما جمد عمل اللجنة ضمن القرارات التي أصدرها يوم 25 أكتوبر الماضي .
وتخوف قائد الجيش ونائبه لم يكن سببه أن اللجنة ستخلق مشاكل في البلد ولكن لأن كلاهما يعلم أن سيل اللجنة في استرداد أموال الدولة المنهوبة وممتلكاتها يمكن أن يعمل على جرف مشاريع وممتلكات خاصتهم، فالفلول ليست وحدها التي سعت في الأرض فسادا ، الفساد مستمر الآن في العديد من الشركات االتي يسيطر عليها قادة الجيش ولا دخل لعناصر النظام المخلوع بها ، فالفريق ونائبه لطالما كانوا جزءاً وطرفا في إزاحة المخلوع ونظامه فما الذي كانوا يخشونه عليه إن استردت الأموال الى خزينة الدولة التي يحكمونها ونظام انت من ألقيت برموزه في غياهب السجون وغدرت به وانت تشاركه السلطة وتقاسمه المناصب كيف لك أن تخشى عليه من ان تنزع منه أموال وممتلكات ليس ملكه ولا من حر ماله ، وانها ستسترد وتدخل الخزينة العامة لتصب في مجرى مصالح حكمك وتدعمك فإرجاع أموال لخزينة الدولة اضافة لك وليس خصم .
لهذا فإن لجنة ازالة التمكين هي لم تهدد مصالح فلول النظام المباد فقط ، قدر ما انها تهدد مصالح النظام العسكري الحالي ، وهذا يتمثل في عملية تركيب تفكيك لجنة التمكين و قرارات بمراجعة عمل اللجنة وتوجيه لجنة المراجعة او( تلفيق ) التهم لاعضاء اللجنة ، ومحاولة دمغهم باتهمات باطلة واشانة سمعتهم هذه السيناريوهات المتجددة ، والتي لن تمر على وعي الشعب السوداني الذي لا يقبل الإستخفاف بعقله ، هي ليست من صنع عناصر النظام هي تأتي بناء على رغبة القيادة الانقلابية ، اما لحماية مصالحهم ووأد اللجنة الى الأبد حتى لاتكون لها مسيرة ممتدة تطولهم ، أو أن النظام المائت يمارس عليهم ضغوطا لعلمه انهم ليسو أقل فسادا منه ، فما الذي يجعل شركاتهم تُحل وتُنزع وشركات المكون العسكري تعمل بلا رقيب وحسيب ، لهذا فإن المجلس الانقلابي يسمح للفلول بحملة التشفي من اللجنة ، اما راضيا او مٌكرها وفي كلتا الحالتين فإن كل ما سيلاحق اللجنة هو يخرج من مكاتبهم .
والفلول لها رغبة أكيدة توافق رغبة العسكر وهي انها تحاول بكل السبل أن يتذوق أعضاء اللجنة من كأسهم المُر الذي سقتهم له ، وانبروا في الاعلان عن المؤتمر الصحفي للجنة المراجعة وإطلاق الشائعات بتصوير أن الناس ستتعرف اليوم على لجنة التفكيك الفاسدة ، وصعدوا على مسرح المحاكاة وحدثونا عن هروب أعضاء اللجنة ، كل هذا لم يحقق لهم مكسبا سوى السخرية والتهكم ، لماذا لأن هذا الشعب ليس هو الشعب الذي كنتم تحكمونه ، بلافتة كاذبة او حشد مصنوع او شخص مرتشي يصعد على المنابر ليقدم كذبة من كذباتكم انتهى عهدكم الذي لن يكون له مثيل وشبيه، ولاتوجد نسخة أخرى منه تصلح للمستقبل هذا ما لا ولن يسمح به الشعب مجددا ، إستريحوا .!!
طيف أخير :
لا يمكنك أن تشفى في ذات البيئة التي جعلتك يوما تشعر بالمرض