معركة ذي القرنين فى مثل هذا اليوم (ثانى أيام الاضحى) اعتدت أن اذهب بنفسى لأشتري خروف الأضحى من سوق الخراف شمال الرياض (حي المصيف). وعلى الرغم من أن معرفتى باختيار الخروف هى مثل معرفة حبوبتنا فاطنه مبروكة بفلسفة فينومنولجيا الروح لأليكساندر كوجيف، الذي يتفق مع فوكاياما فى تفسيره للفشل الاقتصادى لنهاية التاريخ بالعودة إلى مسار هيجل. ما علينا، وعليه أقوم بالكشف على أسنان الخروف متقمصاً شخصية طبيب بيطرى متمكن، او هيبة مخرج تليفزيوني يعمل على إعداد فيديو كليب لمعجون كلوز أب بنكهة النعناع، وكل ذلك فى إطار الحرب النفسيه مع البائع، ويستمر الجدال حول السعر حتى الوصول إلى منطقة وسطى بين اختياره وقناعاتى حتى إذا ما استوى الخروف السواكنى في خلفية السيارة سكنت الروح وهجدت، وإذا بي انطلق نحو المسلخ لتبدأ المرحلة الثانيه فى معمعة ذات القرنين.
كل شيء يسير بسلاسة وانتظام. العربات تصطف في خط واحد يتحرك نحو المدخل، حيث تسلم الخراف للذبح، وحينئذ وجدتنى أدندن برائعة الحقيبه:
الخروف( باع) فينا واشتري
يا بدور القلعة وجوهرا
وتذكرت كم هو الإنسان جاحد وناكر للمعروف، فأكثر ما يأكله الإنسان هو لحم الخروف والدجاج، ولم نسمع يوماً أنه تغزل بالخروف، أو تغنى الدجاج كم طربنا، ونحن نردد:
ينوحن لى حماماتن
ولم نسمع :
يقوقن لى جداداتن
غنينا للغزلان والبقر الوحشى وريم الفلا، ولم نسمع من يتغزل بالخروف، أو من ينشد قائلاً:
يا بنية يا شبه الدعول
انتى من باريس ولا إسطنبول
وعلى ذكر إسطنبول، قد لا يعرف القارئ أن الخروف كانت له شنة ورنة عند التركمان، وللخروف مكانة مقدسة لها طقوسها وأدواتها. قامت دولة الخروف الأسود لتشمل التركمان وأذريبجان وأجزاء من الشام. كان ذلك فى الأعوام ما بين ( 1390-1469م )، ثم تلتها دولة الخرفان البيض (1460-1478م )فوجود لقب شاه (قطبشاه) عند معظم حكام تلك المناطق لم يات من فراغ منهم جاهنشاه وشاهنشاه ارحموا عزيز قوم، وترقبوا عند النحر يا رعاكم الله.
أما وقد انقضى العيد و الحمدلله من قبل ومن بعد، فلقد شربنا الخروف، واكلنا الشربوت، والسيطره كلها تحت الأمور.