الكلمة الأولى والأخيرة عند لجان المقاومة وشباب الثورة..! وعلى القوى السياسية والمدنية والنقابية الاصطفاف خلف لجان المقاومة صفاً واحداً في وجه الانقلاب.. ولا نعرف طريقاً غير هذا لانتشال الوطن من هذا الجب الذي حفره الجنرالات المعادين للثورة برفقة مليشيات الدم والموت.. يريدون أن يحجبوا عين الشمس بهذه الأحاديث الضبابية المفخّخة ويجعلون السودانيين تحت حكم الحديد والنار على سنّة الإنقاذ وعن طريق القتل والترويع..وشباب المقاومة يقولون إنهم على أهبة الاستعداد للتضحية مهما بلغ المهر وتصاعد الغدر وتخضبت الشوارع ..جفت الأقلام وطويت الصحف …!
الوطن الآن يدار (من تحت الطاولة) عن طريق الإنقاذيين..ولا تحدثني عن هذه الحكومة الكرتونية التي يتوارى وزراؤها خجلاً والشباب يموتون في الشوارع ..أما هذه المبادرة الانقلابية في من الفخاخ التي لا تنطلي على عيون الثورة اليقظة.. والدعوة للانتخابات تحت هذه العصبة الانقلابية لا يراد بها غير إجهاض الثورة.. فلا يمكن أن تجري انتخابات من غير الوفاء بمهام الفترة الانتقالية كاملة.. فماذا تم انجازه من مهام الفترة الانتقالية وتفكيك الإنقاذ..؟! وهل يمكن لمن انقلبوا على المدنية أن ينادوا بالديمقراطية وهم يلوكون الحديث عن الانتخابات وصناديق الاقتراح بينما يستندون على صناديق الذخيرة ويقتلون الناس الضحى الأعلى..!
هذه الدعوة الكاذبة المضللة للانتخابات ما القصد منها إلا القضاء على الثورة .. فكيف تقوم الانتخابات من غير محاكمة القتلة والمجرمين ومن غير إبعاد مجرمي المؤتمر الوطني من مفاصل الدولة والأمن والشرطة والقضاء ..؟! وكيف تجري انتخابات تحت اللجنة الأمنية للإنقاذ..وقبل أن يتم اكتمال بنية الدولة المدنية وتحكيم الديمقراطية وإقامة حكم القانون ومحاسبة ناهبي الموارد وحرامية المال العام..؟! وكيف تقوم الانتخابات مع عودة تمكين الإنقاذ..؟! ومتى صدق الانقلابيون في وعودهم وعهودهم..؟! وكيف تجري انتخابات من استعادة الدولة وفق أحكام الوثيقة الدستورية وعودة الحكم المدني الصريح ..؟
حذار من القبول بانتخابات الانقلاب.. فذلك يعني الوقوع (للمرة الألف) في الأخطاء التي شرب الناس حناضلها طوال عهد الإنقاذ ووعوده بالانتخابات الحرة النزيهة تمهيداً لألعاب (الملوص) والمفوضيات المغشوشة والبطاقات المزيفة..!! إن المواطن الآن لا يأمن من يتسوّر بيته من المليشيات أو من يتزيّون بزي القوات النظامية في وضح النهار وينهب ممتلكاته أو من يعتلي السطوح لقنص المتظاهرين السلميين فكيف..تقوم انتخابات وكيف يدعو الانقلاب إلي قيام حكومة (من أصحاب الكفاءات) والانقلاب ينحاز صراحة إلى خندق الإنقاذ ويختار منهم مشوهي الوطنية والضمير ولا ينتقي إلا (العُرج والمكاسير) من أصحاب السوابق وأكلي السحت..؟!
أما صاحبك (مدير التلفزيون) هذا الذي يضع ساقاً على ساق ويقبل أن يقاسمه في إدارة تلفزيون الدولة رقيب نظامي من جماعة الانقلاب فقد كان اختياره منذ اليوم الأول من (الخيبات الكبرى)..فهو غريب عن الثورة ليس كغربة صالح في ثمود ولكنها غربة ثمود عن صالح ..!! وكما قال جيمس جويس عن وليم ووردورث عندما تخلى عن الثورة الفرنسية: هذا الرجل التحق بالسلطة من اجل شريط يلصقه على معطفه.. يا لله من أصحاب (الضمائر الخُردة)..!!
murtadamore@yahoo.com