زارني هذا الصباح الدكتور يانيس ماهل من فرنسا، من الشباب الممتلئ حيوية ورغبة في البحث العلمي. ينشط يانيس إلى جانب تخصصه في القانون بالتنقيب في تراث الأمريكيين من أصل إفريقي. وهو يعد كتابًا عن مالكولم أكس (مالك شباز).
قاده بحثه عن آثار مالكولم إلى مكة للسؤال عن زيارتيه للأراضي المقدسة، وهو يحمل معلومات موثقة مهمة عنه.
قابل ضمن توثيقه كلا من البروفيسور مدثر عبد الرحيم والبروفيسور مالك بدري، واستطاع أن يجمع معلومات عن زيارة مالكولم للسودان في الستينيات.
سألت الشاب يانيس هل من شيء لم يكتب بعد عن مالكولم أكس، فقال لي إن الكثير لم يكتب عنه بعد.
ومن السودانيين من ارتبط بمالكولم الشيخ أحمد حسون مبعوث رابطة العالم الإسلامي وهو الذي قام بغسل جثمان مالكولم والصلاة عليه، وتظل سيرته بحاجة إلى إضاءة لاسيما حياته في مكة.
ذكر لي طرفًا من سيرة حسون ومنها أنه درَّس في الحرم، فقلت له لم يرد أن أحمد حسون درَّس في الحرم، وبعد تنقيب عرفت أنه عمل واعظًا بالمسجد الحرام. نقل لي الدكتور محمد خليفة صديق نقلاً عن البروفيسور الشيخ محجوب جعفر أن والده كبير تجار كريمة تلقى برقية من أحمد حسون وأنه تعين في الحرم المكي واعظًا بمبلغ مائة ريال.
وحسون من قرية كودي بدنقلا، انتسب للبريد والبرق، وانتدب للعمل ببريد مكة، وبحكم اتقانه اللغة الإنجليزية ابتعثته الرابطة بطلب من مالكولم أكس.
وعجبتُ لهمة الشباب في هذا الزمن؛ اختصر كثيرًا من المهمات في تأسيس ذواتهم، وتمكنوا من تخطيط مستقبلهم بقدم راسخة.