ينبت البوص على شطٱن النيل بشكل طبيعي وغالبا ما يأتي طافيا إلى الشمال من أعالي النيل الأبيض في مواسم الدميرة لأنه أصلا من نباتات المستنقعات وهو عبارة عن أعواد شبيهة بقصب الذرة وميزته أنه خفيف يطفو الجاف منه على الماء لذا يستخدمونه في صناعة الطوف.
والطوف( بالنوبية قيي ) قارب يقل شخصا واحدا يدفعه بالتجديف ويبنى بشد حزم البوص بالحبال وهو مفيد في المسافات القريبة كالربط بين البر والجزر الزراعية.
ونظرا لخفة البوص وفراغه التجويفي يطلق على الإنسان الهبيل غير المجدي أو المتصف بالغباء بطوف البوص.
وفي تراثنا تصف شاعرتنا الشعبية ود المك قائلة:
ما هو الفافنوس
ما هو الغليد البوص
والفافنوس من القصب اللين الطري خلاف البوص نافية عنه صفة الأجوف البخيل
بات استخدام قوارب البوص حديثا قليلا بل نادرا بعد شيوع القوارب الحديثة المدفوعة بالماكينات التي تمتاز بعاملي السرعة والأمان.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقديما استخدم في مناطق الشمال ” الشرشر “
ولمن لا يعرفه فهو مجموعة من القرع الخفيف ” كيبيه ” تربط طوليا بجرايد نخل يضعها السابح تحته لتجعله طافيا ويصل به مبتغاه مستعينا بالتجديف اليدوي.
ويستخدم هذا النوع من القرع أيضا في شباك صيد السمك ليجعلها طافية ما يسهل تمييزها وسحبها.
إنه النيل سليل الفراديس برع الناس حوله في الانتفاع به وتطويع عنفوانه بسبل شتى على مدى الأزمان.
أنور محمدين