جلس صديقي وملامح الغضب لاتخفى على أحد متحسرا على واقع الوطن وبطء خطوات التغيير.
فما زدت ان قلت له(إنه الغضب الذي فشلنا في جعله شعلة في الظلام ورصاصة في قلب الظلم.. إرتدت علينا لتصيب أحلامنا وقوتنا في مقتل).
يقول علم النفس السياسي إن الغضب هو طاقة التغيير الرافض للواقع فإما إيجابا في البناء أو سلبا في الهدم وجلد الذات.
تعلم قوى القهر قوة الغضب وتأثيره في التغيير عندما يسيطر عليه
العقل الموضوعي ويجعله طاقة للتقدم… لذا تسعى قوى الظلام بنشر الوعي الزائف والعقل العاطفي لينفلت الغضب فيصبح طاقة هدم وتراجع.
عندما يسيطر علينا العقل العاطفي والوعي الزائف نجد طاقات الغضب تصبح رصاصا نطلقه على أنفسنا.. لتصبح جراحا تنزف يوميا من التشظي و جلدا للذات او هدرا في معارك متوهمة تصنعها قوى الظلام ثم تجلس آمنة مطمئنه تشعل نارها وتبتسم على غفلتنا وتحمد الشيطان على إطالة عمرها ولو إلى حين.
لقد فقدنا كثير من جهدنا وفاعليتنا لأن رصاصة الغضب التي كانت يجب يقودها العقل الموضوعي نحو قوى الظلام..لم تخطئ الهدف فقط بل تناثرت شظاياها فإنشغلنا في معاركنا وجراحنا التي صنعناها ويغذيها العقل العاطفي في كل يوم.
ياصديقي..
أنظر لهذا الهدر وإضعاف الذات ورصاص الغضب الذي كان يجب ان يكون في قلب قوى الظلام حيث تراه في..
أولا
يتجه لقوى التغيير تخوينا وتكفيرا وتشظي ومشاعرا للكراهية والتناحر تنمو كل يوم.
ثانيا
رصاصة نحو التجارة مع مصر وتغذية لمشاعر الكراهيه تجاه شعبها مستلبا بروح الضحيه وعقلية المؤامره… معركة تعتمد على الحكي فلا أرقام وإحصاءات تعكس حجم مصالحنا وإستفادتنا…تنسى ان هناك مصالح لشعبنا لايمكن تجاهلها.. وتتجاهل أن أي إختلال أو تهريب فالمسئول عنه حهاز دولتنا ومؤسساته الفاسده.. وإن الخطأ لا يصححه حملات الهجوم والكراهيه وعقدة الضحيه بل في قيام حكومة تنظم التجارة وتحافظ على مصالح الوطن.
ثالثا.
رصاصة التخويف ضد العقل المنطقي تطالبه بالجمود وتقديس الواقع الذي.. ترفض التطور والبحث عن أجوبه وتحاصره بالتشكيك عندما يرفض التفاؤل المدمر و يطالب بقراءة الواقع ومراجعة مواقفنا ونقد سلبياتنا وتجاوزها.. حيث اصبح العقل الموضوعي حائرا.. مهزوزا.. يتراجع وهو يطرح تساؤلاته بحياء مغلف بالإعتذار والتبرير..وهو يبحث عن طريق التغيير وخارطته؟؟ … ويخاف ان يسأل عن فاعلية المسيرات كتعبير ثوري ومدى نجاحها؟؟ وضرورة ربطها بخطوات وفعل سياسي ملموس؟ ثم ما هي خطواتنا القادمه ومن يحددها ؟؟
اصبح العقل المنطقي عبء وتهمه عندما يفكر في السؤال ووالنقد البناء عن لجان المقاومه يجد أنه يجب ان يسبقه التبرير والتأكيد على صدق النوايا ونثر سطور الإعجاب ليسمح لك الحديث همسا عن تجربتها بموضوعيه تحاول ان تبعد عن التقديس تحترم دورها الفاعل وتضع في الحسبان انها جسم مازال في مرحلة التخلق والولادة التي من المتوقع ان تمر بالام المخاض وعسرها تتطور بالنقد والتجربه..لكن الحقيقة انها تتطور و لايقلل من شأنها إنها لاتمتلك حلولا سحريه وحتما مستقبل الوطن ليس في يديها بمعزل عن بقية قوى التغيير. .ويقودنا التساؤل الغائب والحاضر في أزمتنا عن تأثير عدم وجود قيادة موحده في التصعيد وتنظيم العمل.. وتأثيره الواضح في قلق العالم على دعم معارضة غير متحده وغير معلومة الرؤى والأهداف مع التخوف المشروع في عدم توافقها وان تقود البلاد لفراغ او صراع و مستقبل غير معلوم..
فياصديقي
أنظر للجهد المهدر..
أنظر للرصاص الذي نطلقه على انفسنا حين نمارس التخوين والتناحر بين قوى التغيير.
أنظر لطواحين الهواء التي نصنعها ولمعاركنا الهامشيه.. وعدونا جالس يوطد في نفسه..
إن أزمتنا ليست في قوة قوى الشر والبغي لكنها في ضعفنا وسيطرة جراثيم العقل العاطفي التي تجعل من الغضب طاقة منفلته و رصاص طائش يهدر الجهد ويستنزف قوى الثوره.
فثورتنا منتصره بإذن الله…إن تركنا القياد للعقل المنطقي ليحاصر جراثيم الوعي العاطفي وليجعل من طاقة الغضب على واقع الظلم رصاصة في قلب خفافيش الظلام… ومشعلا يضئ دروب التغيير..
وحتما لمنتصرين…