كنت كلما جئتهم التف حولي الصغار.. حلوين بشقاوتهم.. يتباهى كبيرهم انه حفظ النشيد.. أو يحكي عن زملائه.. ويريني اوسطهم لعبته.. مرات يقول لي انظر إلى هذه الحركة.. وليس ثمة حركة.. بينما الصغيرة لثغاء لا تكاد تبين الا في شكواها من اخويها.. لا يجد الوالد وقتا ليجالسني أو الترحيب بي.. ربما لاني آتيهم في زمن عيادته.. ربما.. أما الام فتكون متوترة أثناء تسليمها الأطفال لي.. تحدثني وهي تدلف حجرة أو تخرج من أخرى .. تبحث في حقيبتها.. أو تنظر في ساعة يدها أو.. ما أكثر ما يشغل النساء أن اردن خروجا.. عرفت انهم كانوا بحاجة إلى جليس للصغار.. وانتهت عطلة الصغار..
في المدرسة الخاصة استأذنت المديرة في تلبية من ارادني مدرسا خصوصيا لابنتهم.. فضحكت.. قالت هي لا تحتاج.. ولكنهم هم الذين يحتاجون.. يجالسني ابوها في ود واحترام وكثير علم ومزيج ثقافة.. وتحدثني الام مشكلات الساعة وقضايا العصر وشيء من الفن.. فإذا أقبلت علينا الصغيرة بتنورتها القصيرة رفرف القلب بجنبي فرحا وابتهاجا .. واهتزت دواخلي وربت وانبتت فيها حدائق غناء وتدفقت انهارا من لبن وشيء من خمر.. فأقول يا قلب اتئد.. فلو قارنت لن تكسب عند القوم قضية.. وما جئت الا لأمر ما قصدوك الا له.. وانصرف مغاضبا لنفسي وانا ادندن بنشيد ميسون الكلبية وعجرفتها بعيشتها البدوية.. فعادت للبادية ..
وعدت لاحضر درسي.. واكوي بنطالي الوحيد..