( في نهاية سنة رابعة، ونحن نتهيأ لامتحان اللجنة، استاذ يوسف قال، كل واحد يجيب
شلن شلن شلن
عشان حناخد صورة للفصل، للذكري، حتي تدق في عالم النسيان .
كلمنا اهالينا، قالو مالا غالية كدي؟
يوم السبت بدري، وقفنا طابور، وكل زول ماسك شلنو، ونفسه أمارة بسندويتش، سلطة بضنجان بيضا، ولكن هيهات.
دفعنا شلن شلن شلن، واحدين قالو عايزين فكة طرادة، عاينا ليهم بدهشة، لكن رجعو الباقي “لابهاتهم” واقفين بره كان، وفي واحدين، كان معاهم قرشين ونص بس.
السبت البعدو، يوم الصورة
استحمينا حمام شديد، دعك بالليفة، والطشت يكركب، وسرحنا، وبعضنا جلط شعره بموية الباسطة، حتى يتموج ويلمع.
استاذ يوسف، نظمنا، الطوال ناس الوسيله وكبوش وعادل اشول، وديل، واقفين ورا، وناس نحنا، وناس يوسف ود ابو وعادل حسين، قاعدين في كنبة، لوح خشب مضروب اخدر ٦٦، واقفة علي كرعين (زوي)، جمع زاوية، والقصار ناس بكري وهليس والشبر وحامد العربي ، من اولاد حنتوب، متفنين في التراب، بالجنبتين وقف استاذ السني، واستاذ صالح، واستاذ عثمان.
المصوراتي “محمد قيافة”، وهذا إسمه الحركي، جا بمتاخر راكب فسبا، ولابس قيافة، كما يقول الاسم وصفته، نضارات بيرسول، وساعه شغاله، قال بالنبض، لمن سألوه، لو حصل مت، بتقيف، والكاميرا مدلدله بالجنبة، معلقة بسير جلدي. قام
تكل الفسبا، بفهم وأناقة، لينا ساعة ونص قاعدين، وحاتك إنت منتظرين، والشمس ضاربه في عيونا، وخلاص ديهايدريتد.
أول كلمة، قال عايز القروش مقدم ، استاذ فيصل اداه القروش، تكشكش، في كيس قماش، جمهورية السودان، حسب القروش، وأعاد عدها، تلاتة مرات، فتح درج في كلوة الفسبا، حشر الكيس، وطبل بالمفتاح.
جاهزين يا شباب؟
قلنا نععممم
شيل خت شيل خت. طرق، كليك. الصورة اتعملت وانصرفنا، مفلسين، في واحدين مافطرو، دفعو الشلن للصورة.
ثم مرت ايام الانتظار العصيبة.
السبت التاني، بعد اسبوع، سمعنا صوت الفيسبا، وكأنها جندب عظيم، من على البعد
زززننننننن الفسبا وصلت، الصور جات
مدينا رقابنا من الشبابيك، متشوقين، حصل هرج ومرج، ونذر انتفاضة ، الناظر مرق من مكتبه، وصاح صيحة عظيمة
سكوت!
فهدأت المدرسة، وانكتمت الانفعالات.
أرخينا آذاننا، فبدا كما لو أن حديثاً يدور بين ابو الفصل، والمصور، لا ينبئ بخير.
وفجاة، علت الأصوات، ثم تنامت، وبها نبرة غضب
ثم تبادل لفظي
بين استاذ يوسف والمصوراتي، سمعنا ابو الفصل، يصيح بحنق
دي صور دي هسي؟
وفي تلك اللحظة التاريخية، يازول نحنا طلعنا من الفصل رجالة، القصة فيها استثماراتنا، ومستقبلنا، و ده شمار ما بتفوت.
لم يفلح الناظر في اعادة النظام هذه المر، فجاء بنفسه يتفرج على المعركة.:
ورونا الصور ورونا الصور
صحنا باصواتنا الطفوليه الرقيقة، مثل سرب من البط.
نثر استاذ يوسف الصور في الهواء ، بمظروفها، سقطت على تراب الحوش، فتساقطنا عليها كالذباب!
كانت الصور صغيرة، مطبوعة في ورق باحجام اقرب الي الباسبورت، وجوهنا مظلمة، وعيوننا مدفسة، بعضنا ينظر شرقا، وبعض جهة الغرب، وبعض مدنقر، ومكشر، ومدومس، وكلنا بلاعيون، ففي مكانها بقع من الظل الكثيف. صحنا بصوت واحد
رجع لينا قروشنا!
فابتسم المصوراتي في توتر، وهو ينظرنا بعين، وهيئة التدريس بعين .
الصورة دي مالا هسي؟
اجابه ابو الفصل
مالا؟ انا بوريك مالا
……. غاب لبرهة، ثم عاد وهو يحمل كرسي خيزران
ثم
كووووووووو
خبت المصوراتي، في الصنقور.
بردلب وقع
ونحنا صفقنا
استاذ عثمان قاليه
عيب يا يوسف
نحنا كلنا وعم عبد الله الفراش وحضرة الناظر صحنا
ماعيب!
المصوراتي قام يتنفض، وقال
انا بمشي التمنة بفتح فيك بلاغ
استاذ يوسف:
قلت كده… طيب هاك
المصوراتي قال، بس ما تضرب الساعة…
طاااااخ
لصق ليه بالكرسي تاني
نحنا صفقنا
تاني وقع
تاني قام، وجري علي الموتر.
نحنا طبعا، شفنا فيلم، واقعي، واساسا السنما بشلن كانت.
حكيت لامي، قالت لي بركة، الصورة كعبة بلحيل.