أعشق الشتاء رغم قساوته أحيانا عندما يضرب برده ظهري، فيقتلني وجعه، وأحاول كثيرًا أن أراوغه؛ لأهرب منه، حتى أكمل بعض قراءاتي، أو بعض كتاباتي.
في ليل الشتاء الطويل؛ أستطيع أن أجلس ساعات طويلة؛ لأكتب ما أريد، أو أحقق نصًّا، أو أترجم لشخصية في مخطوطٍ؛ يظن البعض أنه يعرفه، أو بالفعل لا نعرفه.
قد يستغرق ذلك وقتًا طويلا في البحث عن شخص؛ تكتنزه بطون الكتب منذ أربعة عشر قرنًا، أو يزيد؛ خاصة في ظل كثرة الأسماء المشتبهات، والتفاصيل الأكثر اشتباهًا.
يمكن أن يستمر اللبث في البحث عن ذلك الشخص في غياهب ودهاليز الكتب المعتقة ساعات وساعات، فلا يمكن لنهار الصيف بلفح حرارته، ولهيب عرقه، ولا لليله القصير جدًا أن يمنحني ذلك الوقت الساكن/الساكت حتى أصل إلى بغيتي.
آخر هؤلاء؛ ظللت أفتش عنه ما يزيد على ساعتين؛ لأصل إلى اسمه الحقيقي: زياد بن سمية، أو زياد بن أبيه الذي كان معاوية بن أبي سفيان أول من استدعى شخصًا، ونسبه إلى أبيه.
ذلك الطاغية الذي اجتمع أهل المدينة للدعاء عليه، فقصمه الله، وما بين زمهرير الشتاء، وقيظ الصيف؛ كان سيفه يقتل أهل العراق؛ ذلك الرجل الذي جمع له، ولأول مرة العراقان تحت حكم رجل واحدٍ، وسيف واحدٍ حتى طلب من أخيه معاوية أن يضم له الحجاز، فكان ذلك وبالًا عليه، وهلاكًا له.
وكل زياد بن سمية؛ يستبيح الدم والأرض منذ ابن أبيه، وحتى هذه اللحظة، فمصيره الهلكة؛ ليظل العراق 🇮🇶 عراق الأمة، عريق الحضارة.