تأتي زيارة حميدتي إلى روسيا، وفي معيته وفد كبير، في غير أوان الزيارات. فالأجواء الروسية غير مواتية.. برودة في الطقس، وسخونة في المسرحين السياسي والعسكري بعد اندلاع النيران في جبهة روسيا وأوكرانيا.
من الواضح أن الزيارة لم يخطط لها جيداً، ولم تسبق بتحليل عميق للأوضاع في روسيا وهي منذ شهرين تنذر بوقوع حرب. إذاً جاءت الموافقة على الزيارة، ووجدت حميدتي في قمة التلهف لأي اعتراف دولي بانقلاب ٢٥ أكتوبر. ذلك كل ما في الأمر.
الآن، وفي ظل هذا الاستهتار بصورة السودان في العالم، لن يحظى الزائرون بلقاءات على مستوى القمة الروسية. ولربما يكتفي الروس بتوجيه عمدة موسكو لمقابلة الوفد.
أما الأجندة الأمنية، ومن بينها منح الروس قاعدة بحرية على البحر الأحمر، وتقديم دعم للنظام المترنح في السودان، وموضوع الدعم الاستخباراتي الذي تقدمة وكالة بحوث الإنترنت الروسية (IRA) لتذليل الطريق أمام حميدتي ليحكم السودان، كل هذه القضايا من المرجح أن تبحث بحثاً مستفيضاً، ليعود حميدتي بعدها مطمئناً من قدرة نظامه على ترويض المعارضة وإخراس الشارع السوداني المصادم بشراسة لقوى الظلام والاستبداد.
من بين الأجندة أيضاً موضوع سفينة القمح التي وعدت بها روسيا منذ يناير المنصرم كمساعدات إنسانية. لكنهم الآن تحت طائلة عقوبات أمريكية لا تبقي ولا تذر. وحتى في هذا الشأن، كان كافياً أن تبعث الحكومة إما وكيل وزارة التجارة أو مندوب من الغرفة التجارية، بدلاً من تكاليف سفر أشد ما يكون السودان حاجة إليها.
الردةمستحيلة | #لاتفاوضلاشراكة_لاشرعية