▪️ ومن لا يسمعون النصائح هم من يمسكون بزمام السلطة في السودان الآن، حيث تظهر الدولة، كأنها تدار بأمزجة أفراد ورغبات أشخاص بلا أدني معرفة أو خبرة، كأنه لا وجود لنظم وأسس تحدد الأفعال والأقوال الواجبة وتمنع كل ما يوحي بعشوائية الحكومة وغياب مؤسسات الدولةالتي تضبط أفعال وأقوال وسفر قيادات الدولة، وكأن الطواقم الإدارية والفنية المختصة لا وجود لها داخل القصر الجمهوري أو مجلس الوزراء أو وزارة الخارجية او جهاز الأمن والمخابرات
▪️ ولعل ما يؤكد ذلك زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي وبصحبة وفد ضخم إلي موسكو في وقت غير مناسب ابدا وليس للسودان مصلحة في توقيت الزيارة أو انتظار فائدة ملموسة قد تتحقق لاحقاً، وإذا توجهنا بسؤال إلي أي مواطن سوداني ومهما كان مستوي تعليمه (هل ترى أن سفر وفد سوداني ضخم إلي روسيا عشية دخول روسيا حربا داخل الأراضي الاوكرانية مناسبا،مع احتمال تجاوز الحرب الروسية اوكرانيا لمواجهة مع حلف الناتو ؟) لأجاب أنه لم يكن مناسباً إطلاقا لسبب بسيط وهو انشغال الحكومة الروسية واجهزهتا كلها بالوضع الخطير، وتصاعد وتيرة المواجهة العسكرية.
▪️ المسؤولية الأخلاقية تفرض علي كل وطني غيور التنبيه من مخاطر اعتماد العشوائية منهجاً لإدارة الدولة، وأن تتمدد ظاهرة حميدتي (ملكي برتبة فريق) لتجتاح القصر ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية وكافة مؤسسات الدولة الحساسة. فتسقط المهنية والخبرة والتأهيل ، وتتسلل الفوضي إلي مؤسساتنا العلمية واجهزتنا الأمنية.
▪️ زيارة الوفد السوداني إلي روسيا في هذا التوقيت يؤكد امرأ واحدا وهو ان الوضع في السودان قد تدهور بشكل مخيف ، وأن السودان الآن في حالة سيولة سياسية وأمنية واقتصادية، وهو قابل للاختراق بسهولة. فالواجب الآن مراجعة هذا الخطأ الفادح ومساءلة الطاقم الإداري والاستشاري ومسؤولي مراسم الدولة وخبراء جهاز الأمن والمخابرات ووزارة الخارجية عن سكوتها، وعدم إبداء النصح للنائب رئيس مجلس السيادة وجوقة مرافقيه بخطأ التوقيت، وعدم جدوى الزيارة. وأثرها السالب في السودان كله، لأن العالم يقرأ زيارة حميدتي ووفده بأن السودان لم يعد دولة لا تحسن التقدير ، وأن ما حدث هو من فضائح من لا يسمعون النصائح.