في مقال سابق قلت أن الذين خططوا ونفذوا انقلاب ٢٥ أكتوبر يركزون على عامل الزمن فقط يجتهدون في العمل على إطالة أمد الأزمة السودانية لأطول فترة زمنية ممكنة لأن ذلك سبيلهم الوحيد في استمرار سيطرتهم على مقدرات الوطن .
ودعونا نعترف انهم حتى اللحظة نجحوا في هذا المخطط الخبيث .
تم إدخال عدد كبير من الناشطين في السجون من رموز لجان المقاومة وكذلك من رموز عدد من الأحزاب مما أدى إلى إنكماش دور الأحزاب واختفت مظاهر الثورة عند معظم الأحزاب إلا من أصدار بعض البيانات وطرح المبادرات السقيمة من هذه الأحزاب .
حتى لجان المقاومة أنحصر دورها في المواكب والمظاهرات التي تصر فقط في الوصول للقصر الرئاسي وتركت أمر تحريك هذه المظاهرات لمجموعتي ( غاضبون ) و( ملوك الاشتباك) وأهملت جوانب مهمة مثل أقامة الندوات ونشر الوعي الثوري وسط العامة وتحويل المواكب إلى ساحات عامة لمخاطبات جماهيرية وأقامة منصات الخطابة العامة في الميادين والشوارع كما كان يحدث في الأيام الأولى .
وفي تقديري الشخصي هذه المخاطبات العامة ونشر الوعي وقعها افضل بكثير جدا في الاحتفاظ بجزوة الثورة مشتعلة أكثر من حصر دور المظاهرات فقط في الوصول إلى باحات القصر الجمهوري .
واستبشرنا خيرا عندما تم الإعلان عن قرب صدور الميثاق السياسي للجان المقاومة ومازلنا في الانتظار .
حتى فولكر المسؤول الاممي ، دخل في نفس لعبة إضاعة زمن الثورة السودانية فلا نسمع عنه إلا أنه اجتمع مع الحزب الفلاني أو المجموعة العلانية دون نتائج ملموسة على أرض الواقع .
والقوى المدنية وعلى رأسهم تجمع المهنيين مازالوا في نفس مربع الانقسام الأول فلا نسمع لهم ركزا .
الانقلاب يتمدد يوميا ويعمل على أعادة الأوضاع إلى ما قبل الثورة ويخطون خطوات واسعة جدا في تثبيت أركان أنقلابهم المشؤوم وأعادة كل عناصر النظام السابق إلى مفاصل الدولة .
الجزئية الوحيدة والتي لم يحسبها الانقلابيون جيدا هي جزئية الاقتصاد والواضح انهم فقدوا السيطرة تماما على الاقتصاد وفشلوا تماما في كبح جماح التضخم والسيطرة على الدولار والذي قفز قفزات متتالية واتوقع ان يصل الدولار إلى ٦٠٠ جنيه خلال أيام بل خلال ساعات محدودة . وحدث ما يمكن تسميته بالانهيار الكلي للاقتصاد السوداني .
وسينهار هذا الانقلاب جراء هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة والتي لا فكاك منها في المدى القريب .
حتى دول الخليج الموالية لهذا الانقلاب ستفشل في انتشال الاقتصاد من هذا المستنقع لأن هذه الدول ستنشغل بنفسها خاصة بعد أحداث أوكرانيا والأزمة الاقتصادية العالمية المتوقعة لهذه الأحداث .
صدقوني سيسقط هذا النظام الانقلابي قريبا ومن تابع كلام وزير المالية أمس يتأكد له أن الوضع قد انتهى تماما . وعند سقوط النظام سيقول الانقلابيون بيدنا لا بيد عمر !!
يا قوى الثورة اتحدوا ووحدوا صفوفكم
وكان الله في عوننا
رمزي المصري