نختزل ادناه ، مثالاً وتدليلاً وليس حصراً ، بعض البعض من المحن التي سببها إنقلاب البرهان – حميتي يوم الاثنين 25 اكتوبر 2021 :
اولاً :
فض الانقلاب الشراكة مع المكون المدني الذي وقع مع المجلس العسكري الانتقالي الوثيقة الدستورية في اغسطس 2019، وحل المجلس السيادي الانتقالي ، وحل مجلس الوزراء ، واعفى الولاة وكثير غيرهم من المتنفذين ، وأعاد لمؤوسسات السلطة متنفذي نظام الإنقاذ ، الذين طردتهم الثورة لفسادهم .
ثانياً :
كان الانقلاب السبب الحصري والمباشر في قتل المتظاهرين السلميين كل يوم حتى تجاوزت الحصيلة 83 شهيداً منذ 25 اكتوبر 2021 ، واكثر من 2700 جريح ، ومئات المعتقلين من السياسيين وقادة المجتمع المدني … وكانت جريمة كل واحد من هؤلاء وهؤلاء محاولتهم التعبير السلمي عن ارائهم السياسية المناهضة للإنقلاب .
ثالثاُ :
كما تعرف يا حبيب ، بسبب إنقلاب 25 اكتوبر 2021 ، اوقفت ادارة بايدن كل التعاملات الاقتصادية والمعونات المالية مع نظام البرهان – حميتي ، كما نوضح ادناه :
واحد :
في يوم الجمعة 18 فبراير 2022 ، اعلنت الدكتورة سمانتا باور ، مديرة المعونة الامريكية ، تجميد كل عمليات المعونة الامريكية في السودان بسبب الانقلاب العسكري في 25 اكتوبر 2021 . تتجاوز عمليات المعونة الامريكية في السودان التي كان مُخططاً لها خلال هذه السنة 2022 حاجز 700 مليون دولار .
تجد كلمة الدكتورة سمانتا باور على الرابط ادناه :
https://www.usaid.gov/news-information/videos/remarks-administrator-samantha-power-sudanese-americans-physician%E2%80%99s
اتنين :
كانت إدارة بايدن قد جمدت عصر وقوع الانقلاب الاثنين 25 اكتوبر 2021 ، منحة ثانية بمبلغ 700 مليون دولار للسودان بسبب انقلاب البرهان- حميتي .
تلاتة :
في يوم الثلاثاء اول فبراير 2022 ، تقدمت لجنة فرعية للشئون الخارجية في مجلس الشيوخ ، برئاسة السناتور بوب مننديز ، بمشروع قرار للمجلس يقضي بإنزال عقوبات فردية ضد عدد من المتنفذين في النظام وعلى راسهم الجنرال البرهان ونائبه حميتي .
رابعاً :
بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2022 ، جمد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تعاملاتهما المالية والاقتصادية مع نظام البرهان- حميتي الإنقلابي . اوقف البنك الدولي منحة بمبلغ 500 الف دولار كانت موجهة لدعم ميزانية حكومة السودان لعام 2022 ، كما اوقف صندوق النقد الدولي منحة مماثلة بمبلغ 150 مليون دولار في اطار مشروع حقوق السحب الخاصة .
وقال صندوق النقد الدولي إنه لا يزال “يراقب التطورات عن كثب” بعد الإنقلاب ، بعد أن كان وافق في يونيو 2021 على برنامج قروض لحكومة السودان بقيمة 2.5 مليار دولار ، يمتد لمدة 39 شهراً … وتم تجميد هذا البرنامج الملياري بعد الانقلاب .
خامساً :
في يوم الاثنين 15 نوفمبر 2021 ، اعلن السيد معتصم أحمد صالح مدير برنامج دعم الأسر السودانية «ثمرات» تجميد كل وجميع انشطة ودفعيات البرنامج للاسر الفقيرة ، بسبب تجميد البنك الدولي لجميع مشاريعه في السودان بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 . كان من المفروض ان يقدم برنامج (ثمرات) دعم مالي مباشر للأسر الفقيرة يبلغ حوالي 2500 جنيه في الشهر لكل فرد من افراد الاسر الفقيرة السودانية .
اصاب انقلاب 25 اكتوبر 2021 الاسر السودانية الفقيرة في مقتل .
سادساً :
ولكن الضربة الموجعة حقاً التي سببها انقلاب البرهان – حميتي للإقتصاد السوداني كانت تجميد صندوق النقد الدولي لكل وجميع المحادثات والمشاورات الدولية بخصوص شطب ديون السودان التي تجاوزت حاجز 60 مليار دولار في اطار مبادرة الهايباك :
Heavily Indebted Poor Countries Initiative … HIPC.
في يوم قال يسوع بثمارها تعرفونها .
اما ثمار انقلاب البرهان – حميتي في 25 اكتوبر 2021 فقد كانت مرة حنظلية المرارة ، واهمها اكثر من 82 شهيد لاقوا حتفهم بالرصاص الحي لنظام البرهان – حميتي … بسبب تظاهرهم السلمي .
خاتمة :
الا يحق لنا ، يا حبيب ، ان نتسآل مع الطيب صالح ، هذه المرة بخصوص البرهان ونائبه حميتي :
من اين جاء هؤلاء ؟ بل … مَن هم هؤلاء الناس ؟
مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
أما شافوا القمح ينمو في الحقول ، وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟
أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟
إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ، ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟
السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟
هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟
ذكرتنا الآية 29 في سورة الكهف بمصير الظالمين من امثال الجنرال البرهان ونائبه حميتي .
قالت :
… إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا .
وكفى بنا حاسبين.
ثروت قاسم