عندما نسبنا انقلاب الخامس والعسرين من اكتوبر 2021م للفلول لم نكن نرجم بالغيب حاشا لله لكن كما يقول المثل يُعرف الجواب من عنوانه، وكانت كل المقدمات التامرية تشير إلى أصالعهم وإن من وراء ستار.
لذلك لم يكن من المستغرب عودة أساليبهم القمعية في مواجهة الاخر المختلف معهم في الرأي وطفحت على سطح المجتمع مرة أخرى أساليب العنف المفرط بل والقتل المتعمد خاصة وسط الشباب، إضافة للاعتقالات والملاحقات الأمنية وترك حبل الأمن على غارب مخلفاتهم من الحركات المسلحة والمليشيات وكتائب الظل والمرتزقة بلا ضابط ولا رقيب.
لم يكتفوا بذلك بل عادت أساليبهم المضحة المبكية التي تستهدف الشكل دون الجوهر مثل الحلاقة القسرية لشباب فريق الأمل عطبره بالأبيض لأنهم يجسدون في نفوسهم العليلة الشباب الذين مازالوا يغذون المواكب الجماهيرية بأرواحهم الغالية وهم أكثر إصراراً على استرداد الديمقراطية.
عادت أساليبهم المعيبة في محاربة الإبداع الجميل وتعدوا على بعض جداريات التشكليليت اللاتى رسمنها بمناسبة الاحتفال بذكرى انتفاضة مارس أبريل1985م بمعرض الثورة في نادي الأسرة من بينها جدارية لإبنتي التشكيلية رندا عبدالمطلب يس.
إنها ذات الأساليب التي مارسوها إبان تسلطهم على حكم الشعب بالقوة فقد اقتحموا من قبل كلية الفنون الجميلة والتطبيقية وازالوا بعض الأعمال الجميلة والمجسمات التي تعتبر ثروة ثقافية فنية كما أعدموا قبل ذلك مجسم لشقيقي الرسام النحات الراحل المقيم ابوالحسن مدني ببورتسودان لمجرد أنه يجسد صورة لطالب وطالبة وهما يحملان كتاباً.
إن الجماهير الثائرة التي مازالت تواصل مواكبها السلمية لاتستهدف أفراداً بعينهم إنما هي ضد السياسات الإقتصادية التي أفقرت الشعب وكل الممارسات الأمنية والإرهابية والقمعية التي لم تحمي الذين تسلطوا على الحكم ثلاثين عاماً ولن تحمي انقلاب المتسلطين الجدد المتهاوي في مواجهة الإرادة الجماهيرية الغلابة.