هذه المرة الثانية التي أقرر السفر للسودان في ظل استمرار المخاوف الناجمة عن انتشار حالات الإصابة بجائحة كوفيد19 المتحورة.
إضافة لاستمرار الأزمات السياسية والإختناقات الاقتصادية والفتن المجتمعية والأمنية التي تفاقمت أكثر في أعقاب انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م.
لن أتناول اليوم هذه الأزمات المتفاقمة التي لم تمنع المواطنين من استمرار مواكبهم الرافضة للانقلاب وهم أكثر إصراراً على استرداد الديمقراطية وتسلم المدنيين سلطة الحكم الانتقالي واكمال مهامها.
لانني ورفيقة دربي التي شاركتني السراء والضراء مللنا الحبس الذي فُرض علينا منذ عودتنا من الاجازه الماضية عبر الاجراءات الصحية التي أُدخلنا فيها منذ وصولنا الى مطار سدني وحتى قررنا السفر الى السودان .
يكفي اننا هنا نستمتع باللقاءات الحميمة مع الاولاد والأحفاد الذين تمكنا بعون الله وفضله من جمعهم في دار الأحبة بالفيحاء، يحيطون بنا صباح مساء وقد بدأ العالم يتعايش مع هذه الجائحة، نسأل الله عز وجل ان يلطف بهم وبكم وبكل عباده وان يرفعها وكل الاوبئة عن العالم.
نعلم ان المنغصات الاقتصادية والسياسية والمجتمعية والامنية مازالت موجودة ومتفاقمة لكننا على يقين تام بانتصار الارادة الشعبية واسترداد الديمقراطية وعودة العافية السياسية والاقتصادية والمجتمعية والأمنية في السودان .
هذا يتطلب استعجال الاتفاق السياسي الذي بدأت بشائره وسط قوى الثورة الحية الحزبية والمهنية والمجتمعية وتمت تغذيتها بلجان المقاومة، وتكثيف الجهود لاسترداد الحاضنة السياسية لثورة ديسمبر الشعبية وتسليم المدنيين سلطة المرحلة الانتقالية لاكمال مهام الثورة وفي مقدمتها معالجة الاختناقات المعيشية وفق سياسات اقتصادية تؤمن الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وتبسط العدل وسيادة حكم القانون وتهيئ الاأجواء للانتقال السلمي المدني الديمقراطي.