الاوطان كنز لا يعرف قيمته الا من ابتعد عنه او من تربى علي حبه. نري كيف تحدثت وثرثرت الحكومات، وطلبت الدعم والحماية لأوكرانيا.. إنها صورة رائعة تتحدث عن فصل من فصول الإنسانية أصبحت متاحة للجميع ليعيشوها في فضاء الشبكة العنكبوتية.. الشبكة العنكبوتية فقط، ولكن الواقع يقول غير ذلك نعم الواقع الذي عاشه ويعيشه هؤلاء النازحون الاوكرانيون يحكي ويقول شيئا آخر. إن الاوكرانيين بيض، وعيونهم زرقاء، وشعرهم اشقر.. اوروبيون دخلو الي بولندا هربا من جحيم الحرب الروسية.
ذهبت الي بولندا متطوعا وصلت الي الحدود البولندية الاوكرانيه، وفي معيتي قليل من ملابس الشتاء للأطفال، وبعض حفاظات البامبرس.. كان الوضع مهيبا، وعدد النازحين كان في ازدياد مطّرد ارى الخوف والتعب علي الوجوه لطول السير علي الاقدام وبكاء النساء ولاطفال لا ينقطع.
في لحظات نفد ما عندي، فقررت العودة الى المانيا، وجمع المزيد من الاحتياجات بمعاونة بعض الأصدقاء الذين بدؤوا فعلا في تجهيز الأغراض قبل حضوري الي هنا كل شيء، كان يصير كما خطته له خصوصاً، ولي قليل من الخبرة في هذا المجال بمعسكر ابوشوك وزمزم للناجحين في السودان، وقبل الرجوع الي المانيا بيومين كنت في جولة بالمدينة الحدودية.
كانت دهشتي، كتب علي كثير من المتاجر ممنوع دخول الاوكرانيين.. لم أصدق عيناي ظننت بأنها قد تكون حالة فردية..
ولكن وللأسف وجدتها علي كثير من المتاجر، مما أصابني بالاكتئاب والحزن والضيق.
هنا تذكرت ثورة ديسمبر العظيمة.. عندك خت ماعندك شيل هذا ماتعلمته من ديسمبر المجيدة، وأردت ان أترجمه علي طريقتي الخاص، وأذهب الي الحدود الاوكرانية البولندية لاكون سفيراً لديسمبر المجيدة . ابقو عشره علي ديسمبر هي الملهمة، وهي الطريق إلى الحرية والسلام والعدالة .
مالان فرسان لنا
alsadigasam1@gmail.com