علم فوق رأسه نار.. وقلب كبير يتسع لكل جميل ورزين ومستحيل.. يأتيك بمستحيلات الظرافة والقيافة..والفن البديع.. والذوق الرفيع.. لا أدري كيف نصنّف شخصه الفنان العبقري المتميز؛ فهو مجموعة إبداعات تتقطر عسلاً مصفى.. ووعياً مستفيضاً.. ومستوى رصيناً يأخذ من كل فن بطرف.. يعجب ويدهش من يلتقيه من الناس .. كل الناس بدون توصيف….بصراحة ووضوح الرجل ينهزم كل التعبير عن سبر غوره الشخصي النادر.. فهو إذا دعت الحاجة للولوج إلى إبداعه العلمي والأدبي، فسوف يرتوي المتلقي من سلسبيل بحره الإبداعي في تمحيصه وتخيُّره للكلمة الجزلة المدوزنة والوصف الرقراق المتدفق رقةً ومعنى عميقاً حصيفاً..
أما عالمه المسرحي؛ فهو ضليع في هذا المضمار الحضاري الترفيهي.. ومسرح متحرك في شخص يؤلف الحبكة المسرحية في أي سانحة تتيح له ذلك حتى وإن كان يأكل أو يشرب.. أو في الشارع أو في أية حالة دراماتكية من الواقع الحي يستوحي منها ما يريد من شد لانتباه الجمهور وإمتاعه بإبداع مسرحي رائع ..
وأما في مجال الشعر.. فهو مبدع فيه بطبعه العفوي الفطري الذي يمتلك مقومات التميًز في بحره الجمالي العميق بنيله الجوائز والتحفيز في مسابقات ونشاطات ابداعية.. ولعل الكثير من متابعيه ذاب وتاه في بديع ما سطره من ألحان شعرية راقية وتم نشره في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.. أما الأخطر والأعظم والمتميز في شخصه احتواؤه الناس جميعاً دون تحفظ بكل فئاتهم المختلفة.. كأن الناس كلهم أصدقاء وأخوان صفوان عثمان عبدالرحيم.. فلا تعجب إذا رأيته يتعامل بود مع شخص لك فيه رأي مختلف.. فهو شخص مختلف يتعامل بشكل مختلف.. ولا يضيرك الأمر في شيء فأنت تعزه وتحترمه لأنه يستحق ذلك.. وهذا هو المحك في شخصه المختلف
……………..
دراما في برنسة:
حدث ذلك أيام استخدام البرنسات آنذاك (سيارة بوكس معدلة كمواصلات في العاصمة) .. وكان رفيق صفوان في هذه الدراما صاحبه الودود عليه رحمة الله الفنان والشاعر والمسرحي عبدالعزيز العميري.. وأثناء ركوب صفوان في البرنسة والركاب معصورين عصراً في كنبتيها بالجنبين وقفت في محطة ركب منها الفنان عبدالعزيز العميري.. وعند دخوله البرنسة والناس في دهشة مما يحدث ودون مقدمات ذهب عبدالعزيز تجاه صفوان وجلس بجانبه بعنف ودفره وزجره بصوت جهير كأنه لا يعرفه: “لماذا تجلس بهذه الطريقة.. متفِّن في الكنبة قايل نفسك في بيتكم أبعد زح كدي خليني أقعد قعدك بلاء يبلاك” .. تدخل الركاب بدون فائدة لإيقاف التشاكس والزجر بينهما.. ولما سارت البرنسة مسافة ونسي الركاب ما حدث بينهما فإذا بعبدالعزيز العميري يمد يده للسلام على صفوان.. وقال أمام دهشة واستغرب الركاب مما حدث ويحدث بينهما أخيرا: “إزيك ياصفوان في تودد ومحبة وابتسامة”.. فكان ماحدث من تناقض أمام أعين الركاب دراما مجانية اضحكتهم ورفهت عليهم وكانت خشبة المسرح قاع البرنسة المعصورة عصراً بالركاب…
……………..
القال ليك منو أنا دكتور؟؟..
وهذه أيضا حدثت أثناء محاضرة إعلامية له بحضور إعلاميين في الرياض حيث قام شخص متكلف ويحب المظهرة والعظمة وحاول أن يلبس صفوان لباس العظمة والفخر حسب رأيه ومفهومه بتكبير حجم المحاضرة والمحاضر صفوان بالمظهر ولقب دكتور.. فنادى صفوان قائلاً:
يا دكتور صفوان… معظماً له وواصل تقديم سؤاله..
فتصدى له صفوان في حينه وقال مخاطباً الحضور جميعاً: يا جماعة أنا ما دكتور ولا حاجة…أنا صفوان .. وواصل إجابة السائل… (وأراد بذلك أن يوصل رسالة للجمهور أن محتوى وقيمة الشخص ليس في الألقاب ولا المظهر بل في ما يفيد) فهذه هي الثقة في النفس التي تميز شخصه المثالي المبدع… فهو محتوى وقيمة وليس شكلا ومظهراً ولقباً..