⛔ بينما تتسارع خطى حميدتي الداخلية و الخارجية لقلب الطاولة علي الجميع ، و يجتهد البرهان في تثبيت أركان إنقلابه المشؤوم ، و في تسريع خطط الفلول لإعادة توطين الإنقاذيين في مفاصل الدولة ، يبدو رفقاء الأمس في درب الثورة متشاكسين غافلين ، أو مستهلكين لطاقاتهم في غير ما يحتاجه الوطن ، و غير ما تستلزمه آليات إعادة الثورة لألقها و لمساراتها الطبيعية المغتصبة .
⛔ إن بعض الفرقاء الحزبيين، بكل أسف ينهمكون في تغذية دَوَّامَات التشاكس و الرفض للآخرين، و يبدون مدفوعين بخليط من حساسيات وهمية ، و أبعاد تاريخية ، و رؤى غير واقعية..
⛔ بعض آخر من المشاكسين شباب يدفعهم في ما يبدو نقص التجربة ، و ضعف الإستيعاب العقلاني المجرَّد للتاريخ و للمرحلة المعقَّدة التي يعيش تحت وطأتها حالياً المجتمع السوداني بكل فئاته و مواقعه ، و بكل تناقضاته السياسية ، و مفارقاته الحضارية..
⛔ في مقابل هؤلاء و أولئك يقف في حياء و حيرة أجيال و تنظيمات حزبية و مجتمعية نجدهم رغم تجاربهم السياسية الممتدة ، و رغم كسبهم قبل الثورة و بعدها ، يبدون مستضعفين، صامتين، و مستكينين أمام هجمات الآخر الحزبي و الشبابي المشاكس، الساعي لإحتكار الكلمة و الفعل ، و مستسلمين ، دون منطق، و دون رد فعل مناوئ ، لعواصف نقد جائر في معظمه ، هو ليس بدعة في دنيا السياسة و ليس حكراً علي جهة دون أخرى، فكل شيئ مدوَّن في صفحات السياسة و التاريخ !!!
⛔ إنها بالجملة أوضاع محيِّرة . . و إذا بقيت علي حالها فإنها حتماً ستؤدي إلى ضياع الوطن ، و ذوبان الثورة، و سيسجل التاريخ بعدئذٍ صفحات خزي و عار تقع مسؤوليتها علي الجميع دون إستثناء ..
فهل يسمع المعنيون قبل فوات الأوان !!!
لك الله يا وطني.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
4 مارس 2022 م
mahditom1941@yahoo.com