التغيير لا يحدث صدفه بل له قوانينه العلميه التي تحكمه.
التغيير الفاعل المتطور يقوده العقل المنطقي والموضوعي ولا يسمح لجرثومة العقل العاطفي ان تسيطر عليه.لأن العقل العاطفي يدور حول نفسه لايستطيع ان يصل بك للهدف… لا تحكمه الوقائع والمعطيات بل تقوده المشاعر… عقل جامد يبدأ بالنتائج يرفض المتغيرات ويبحث عن التبريرات متمترسا في رؤيته الأولى.
لذا يطالبنا علم النفس السياسي ان نضع عملية التغيير تحت مجهر البحث دوما والبحث عن أي مظاهر لجرثومة العقل العاطفي والتخلص منها قبل ان تنتشر وتستفحل.
لا أحد ينكر دور لجان المقاومه وتضحياتها.. وكل صباح تبهرنا بمواقفها وتعجبنا تفاصيل إبداعها الثوري.. لكن لن نترك لإنبهارنا وإعجابنا أن يكون معيار التقييم لأننا بذلك سنترك القياد لجرثومة للعقل العاطفى لتمنعنا من النظر لقوانين التغيير الموضوعيه التي تحدد النجاح الحقيقي لأي مجموعه بمعرفة مدى التزامها بها ومدى تطابقها مع خطواتها.
إننا إذا نظرنا الى تفاعل شعبنا مع لجان المقاومه فسنجد ثلاثة من أعراض العقل العاطفي:
أولاً: سيطرة مشاعر الانبهار بتجربتها وتضخيم إمكانياتها وماعداها باطل والإيمان بأنها تحمل كل إجابات الواقع المعقد كأنها مسيح الثوره السودانيه القادم ليملأ الارض عدلا بعد ملئت جورا.
ثانياً: التقديس ورفض حقيقة بأنها تجربة فريدة في مرحلة التخلق… والوقوع في فخ النظر إليها كتجربة مكتمله لا تحتاج للتطوير والنضج.
ثالثاً: محاصرة العقل المنطقي بالتخويف والتخوين.. ورفض النظرة النقدية البناءه.. وتجاوز السلبيات بحثا عن مداخل لقبولها بالتبرير والتجاهل.
إن علم النفس السياسي وتفكيكه لسايكولوجية قوى التغيير يؤكد إن نجاح أي مجموعه أو قروب لتحقيق أهداف التغيير يعتمد على أركان أربعه هي:
أولاً: الشكل التنظيمي تركيبته ومدى ملاءمته لدوره.
إن الشكل التنظيمي للجان المقاومه هو شك أفقي لا يمتلك قيادة موحدة بل يعتمد على التنسيق بين اللجان. هذا الشكل المرن يطرح تساؤلاً موضوعياً هل نجاحه في مرحلة التعبير الثوري والاحتجاجات هل بالضروره يعني نجاحه في مرحلة البناء والفعل والسياسي؟
هذا الشكل الافقي كيف يستطيع التوحد حول رؤى سياسية واقتصادية وإجتماعية ومشروع واحد يمثل الجميع.. وإذا وجد شكل التنسيق كيف سيحسم الاختلاف؟
كيف سيتم تمثيل اللجان في أجهزة الحكم؟ .. وما هي سلطة اللجان على عضويتها التي تمثلها؟.. وما هو البرنامج الذي سيتبعه كل ممثل؟وهل هناك مكاتب متخصصه في كل لجنه لتدعم ممثليها بالدراسات والخطط؟؟
وإلى أن يكتمل بناءاللجان ومعالجة هذه التساؤلات.. ما العمل. فعجلة الثورة لن تنتظر؟؟
ثانيا: أهمية الآخر
إنه من الأهمية بمكان الوعي بأن التغيير لا تحققه مجموعه دون الآخرين وأن التغيير الحقيقي يتحقق عندما تتوحد قوى التغيير لاتهدر قواها في التناحر. وتؤمن بأهمية الآخر في تحقيق الهدف.نشاهد الان الشرخ الحادث و الرفض للحركه السياسيه أما كاملا بالمطالبه بإقصائها ورفض التعامل معها أو القبول بها ولكن على شرط أن تأتي صاغرة لتبصم وتتبع ولاتشارك كقوى لها دورها ورؤيتها .
ثالثاً: أهمية الاتصال والتواصل
نشاهد ضعفا في الإتصال فلا قنواتا معلومه ولا إسترتيجية واضحه حيث يغيب دور الإعلام المنظم الذي يشرح الخطوات يحارب الإحباط ويزرع التحفيز والأمل ويحاصر الإشاعة والوعي الزائف.
رابعاً: الشفافيه
حيث تغيب المعلومه ولا يعلم الشعب ماذا تفعل قوى التغيير وما ترتب له…وبذلك فهي لا تستفيد من طاقة الشعب وخبرته تحاورا وتشاورا.. إن غياب الشفافية يقود لعدم وجود وقفة مع الذات وقراءة نقديه للخطوات والتجارب.
إذن…..
إن القراءة الموضوعيه تعكس أعراضا لجراثيم العقل العاطفي وضعت حاجزا بين رؤيتنا لنقاط القصور في أركان بناء القروب الاربعه.
إن التغيير الحقيقي يعتمد على أركان التغيير الثلاثه.
أولاً:
التخلص من جراثيم العقل العاطفي وأعراضها… والقبول بإنجازات لجان المقاومة والإحتفاء بها و تجاوزمشاعر الفخر لصرامة القراءه الموضوعيه والتحليل.
ثانياً:
التغيير يبدأ بالاعتراف بالحوجه للقراءة الموضوعيه التي لا تخاف من النقد والمراجعه.. تبتعد من جراثيم التخوين والتشكيك ولاتسمح لمشاعر الإحباط والترهل وجلد الذات
ثالثاً:
الإيمان بأن الثورة ناجحة وإن التغيير عملية علميه يقودها العقل المنطقي وعلينا الالتزام بقوانين التغيير ومراجعة واقع حركة لجان المقاومه استنادا على العلم المتمثل في اركان سايكولوجة القروب الاربع…. .
القراءه النقديه هي رسالة محبه تحارب الترهل والإنتظار… هي رسالة لنا جميعا قوى التغيير ولجان المقاومة واسطة عقدها… أن نجلس سويا نتعلم من تجاربنا نضئ طريق الوعي سويا ونسير في دروب النصر القريب..
بإذن الله