اطلعت على بيان لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وهي تعلن عن اعتزامها تقديم نقد لتجربتها السابقة، وهو موقف جيد، لجهة ان قحت تتواجد الان في الصفوف الامامية في معركة الشعب ضد انقلاب ٢٥ اكتوبر، وهو ما يحتاج إعادة تقييم للماضي ودراسته واطلاع الجماهير المحتشدة في الشوارع بشكل خاص على الأخطاء التي ارتكبتها قحت ولن ترتكبها مرة اخرى في المستقبل.
الاعلان واجهه عدد من نشطاء التيار المناؤي لقحت بالتهكم والسخرية، وكالوا الاتهامات والتخوين لقحت قبل حتى ان تعلن عن نقدها وتقدم بضاعتها للناس، وهو موقف مأزوم لن يخدم قضية الشارع ولن يزيد المد الثوري الا مزيدا من الانقسام والتفرقة، فالمعركة الراهنة ليست بين القوى الرافضة للانقلاب وانما ضد الانقلابيين فقط، وفي المستقبل متسع لجلد الذات والآخرين.
اختلفنا او اتفقنا مع قحت في تقديراتها السياسية -نقول (تقديرات) لان السياسة عبارة عن تقديرات ظرفية لا يعلم متخذها الغيب ولا يطلع على المستقبل- إلا انها بالمجمل ما تزال الواجهة السياسية للثورة، مع بقاء لجان المقاومة واجهة جماهيرية لها، لذلك محاولة النشطاء المناوئين لقحت انتياشها وتحويلها لخانة الخائن، هو في جوهره محاولة لزحزحة قحت عن موقع الواجهة السياسية للثورة لصالح جهة او جهات اخرى.
الانقلاب ومنذ حدوثه استهدف بصورة خاصة قادة قحت المجلس المركزي ولم يستهدف سواهم، وفي ذلك أدلة ومؤشرات متعددة ليست في صالح المناوئين لقحت.
ننتظر النقد الذي ستقدمه قحت، ونتمنى أن يكون منطلقا نحو مزيد من التوحيد و(اللملمة) للاطراف الثورية من أجل خلق كتلة واحدة في مواجهة الانقلاب، فالواقع الراهن، رغم استمرار المواكب، إلا أنه يفتقد للوحدة الثورية، وهي شرط لازم لاسقاط الانقلاب.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com