كانت شابة من جنوب السودان تبلغ من العمر 19 عاما على متن حافلة عامة في الخرطوم أثناء إخماد احتجاجات مساء الاثنين (14 مارس)، عندما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، مما دفع الركاب للنزول.
وتقول سليمة إسحق، رئيسة وحدة حماية المرأة والطفل بوزارة التنمية الاجتماعية في السودان، إن شابة لم تكن من المتظاهرين، تعرضت بعد ذلك لـلإغتِـصْـَاب على يد اثنين من قوات الأمن، علاوة على تعرضها للاعتداء من آخرين.
وقالت الشابة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها “العساكر هاجموا العربة وقذفوا بمبان (قنابل مسيلة للدموع) داخلها والناس جروا وكانوا (قوات الأمن) يخيفون الناس، وهناك فتاتان هربتا وأنا قاموا بسحبي إلي تحت الكوبري (الجسر) وقاموا بخلع ملابسي وعلي رأسي 8 أشخاص وقلت لهم يا جماعه أتركوني.. قالوا لا وضربوني”.
وأضافت “كنت أبكي وأقول لهم أتركوني أنا أختكم الصغيرة.. قالوا لي أختنا بتاع شنو وصفعوني في وجهي وضربوني بالعكاز في عنقي.. أخذوا شنطتي (حقيبتي) وكان فيها 100 دولار المفروض أسلمها لخالتي وأنا مسافرة وتلفون وجواز وسبعة آلاف وزيادة جنيه سوداني. كان هناك حوالي ثمانية رجال حولي وواصلت الصراخ لهم (دعوني أذهب)، لكنهم قالوا (لا) وضربوني”.
وتسبب الحادث في احتجاجات جديدة بالعاصمة ومدن أخرى الثلاثاء، حيث خرجت مسيرة شارك فيها مئات النساء مطالبات بالأمان للنساء.
ويشهد السودان منذ شهور احتجاجات تنظمها لجان المقاومة رفضا للانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر.
وقال شهود لرويترز إنهم شاهدوا القوات وهي تهاجم الشابة من مبان قريبة.
وذكرت سليمة إسحق أن المتظاهرين أنقذوا الفتاة ونقلوها إلى مستشفى قريب. وأضافت “البلاغ مهم جدا جدا وحفظ الحق القانوني وكذلك المساندة الطبية وهذان شيئان أساسيان في مسألة جرائم ـالإغتِـصْـَاب وهي جرائم قبيحة ونحن ما زلنا في مجتمع متأثر بجرائم ـالإغتِـصْـَاب وهو دائما ما يجرم النساء أو المغتصبات أكثر مما يجرم المغتصب لكن قصة أن يفتح بلاغ ورأي عام ويتحدث عنها الناس هذا يساعد في أن يعرف الناس أن ـالإغتِـصْـَاب جريمة مثله مثل الجرائم الأخرى ومحاسبة المعتدين مهمة لكي لا يتكرر ويحدث مرة أخرى”.
ولم ترد الشرطة على طلب للتعليق.
وفي ديسمبر، قالت الأمم المتحدة إنها تلقت 13 بلاغا عن عمليات ـالإغتِـصْـَاب وـالإغتِـصْـَاب جماعي في أعقاب تفريق اعتصام يوم 19 ديسمبر في وسط الخرطوم.
جاءت هذه الواقعة بعد أن انتقدت الأمم المتحدة وعدة دول حملات قوات الأمن التي أودت بحياة 87 شخصا على الأقل منذ أكتوبر.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن ما لا يقل عن 133 أصيبوا في الاحتجاجات الاثنين، من بينهم 35 أصيبوا بطلقات الخرطوش.