يتندر اهلي بمنطقة المناقل هذه الايام بأن سعر علبة الصلصة يبلغ ١٢٠٠ جنيه بينما صفيحة الطماطم الكاملة سعرها ١٠٠٠ جنيه.
الطماطم هي المادة الخام لصناعة الصلصة، عملية تحويل الطماطم صناعيا إلى صلصة يطلق عليها اسم (الصناعة التحويلية).
من اكبر مشاكلنا في السودان اننا لا نهتم كثيرا بالصناعات التحويلية، ونعمد إلى تصدير المواد الخام إلى الخارج باثمان ضعيفة ثم نعود لنشتريها محولة صناعيا باثمان باهظة.
يشتري الكثيرون الحليب المستورد بسعر باهظ، بينما توجد في بلادنا ملايين الرؤوس من الماشية، تنتج اطنانا كبيرة من الحليب يوميا.
يشتري كثير من اهل المدن المقتدرين لحوما مجففه تم تصنيعها خارج السودان، بينما يزخر السودان برصيد ضخم من اللحوم.
يشتري الكثيرون خضروات مستوردة وفاكهة مستوردة، بينما السودان مليء بالاراضي الزراعية الخصبة والمناخات المتعددة الملائمة والمياه والايدي العاملة.
الصرف على المنتجات المستوردة التحويلية لا يجب ان يحدث في السودان، فهو يزخر بموارد طبيعية وفيرة لا مثيل لها في المحيط العربي والأفريقي، الاراضي الزراعية ومنتجاتها، الثروة الحيوانية، المياه، المعادن، الغابات الخ.
من واقع ثرواتنا هذه، لو تمت الاستفادة بصورة صحيحة من الصناعات التحويلية، فيجب ان يكتفي السودان في مجالات المنتجات الغذائية بكل أشكالها، المنسوجات، الملبوسات، المشروبات، المنتجات الجلدية، منتجات الخشب والاثاث، والخ
العجز في الاستفادة من قدراتنا الاقتصادية في الصناعات التحويلية هو احد اسباب انحطاطنا، وهو واحد من نتائج الحكم الفاسد.
ثورة ديسمبر في مسعاها لوضع حد للتسلط العسكري والحكم الفاسد الذي سيطر تاريخيا على معظم فترات الحكم في السودان، هي تستهدف في جوهرها رفع كفاءة الاقتصاد وايقاف هدر الموارد والاستفادة بصورة حقيقية من خيرات بلادنا المعطلة وكنوزها المدفونة.
من مصلحة قطاعات الشعب السوداني وعلى رأسهم أصحاب الماشية والمزارعين والمعدنيين ان يدعموا الشباب في الشارع وأن يقفوا بقوة خلف المقاومة الباسلة للانقلاب.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com