المراقب المدقق لما يجري في العالم وفي بلادنا غير المستقرة يشعر بالقلق جراء إنتشار الجرائم الإرهابية وتنامي جماعات الغلو والعنف بمختلف مسمياتها. *هذا يفرض طرح السؤال : من الذي يقف وراء هذه الاعمال الإرهابية والجماعات المسلحة التي ترعرت في أحضان الغرب‘ خاصة إبان المقاومة الأفغانية ضد الإتحاد السوفيتي. *هناك شواهد على وجود علاقة قديمة بين بعض هذه الجماعات والمخابرات الغربية‘ وقد ذكر المؤلف السوداني خالد العبيد في كتابه” القبضة السرية” أنه في السنوات الأولى من عشرينات القرن الماضي قررت بريطانيا محاربة القوى الوطنية التحررية في الدول العربية فاستغلت بعض هذه الجماعات واخترقتها ووظفتها لخدمة أهدافها.
قال خالد العبيد إن لندن إعتبرت وجود بعض قادة هذه الجماعات على أراضيها بوليصة تأمين في حال سقوط الأنظمة الهشة .. كما حدث عقب تداعيات الربيع العربي. *لسنا في حاجة إلى الحديث عن دور المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية التي رشحت معلومات متباينة عن إختراقها لبعض هذه الجماعات وزراعة قيادات مدسوسة بها وتغذيتها ودعمها‘ ولعل هذا يفسر سر إستمرار وجودها خاصة في البلاد العربية مؤججة للنزاعات الجهوية والإثنية والمذهبية المفتعلة بمساندة ظاهرة من الخارج. *ما يدعم رأينا أن الإرهاب صناعة غربية هذه الجرائم الإرهابية التي حدثت في الاونة الأخيرة في فرنسا وبلجيكا رغم التحذيرات المسبقة والإجراءات الأمنية المشددة‘ الأمر الذي يؤكد أنها جرائم مصنوعة لتشويه صورة الإسلام الذي ينتشر سلمياً في كل أرجاء العالم.