في فورة حماسه عندما كان حميدتي يخاطب احدى الفعاليات القبائلية، لوح بذراعه عالياً وكان يرتدي جلباباً واسع الأكمام، فكشفت تلويحته عن حجاب (تميمة) مربوط في ذراعه، ووجدت تلك الصورة تداولاً كثيفاً جنح غالبه الأعم لتوجيه انتقادات لاذعة وساخرة، باعتبار أن حميدتي يؤمن بهذه الخزعبلات والأباطيل رغم أنه يفترض أن يكون رجل دولة يمتلك من الوعي والفهم ولا ينبغي له الاعتقاد في مثل هذه الخزعبلات، هذا غير أن الايمان بهذه الأباطيل صدرت فيه فتاوى من عدة علماء فقه، يحرمون فيها تعليق التمائم والتي يقال لها أيضاً الحروز والجوامع ويطلق عليها السودانيون الأحجبة،
وقضت فتوى هؤلاء العلماء بعدم جوازها استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، وقوله: من تعلق تميمة فقد أشرك، والرقى والتمائم والتولة شرك. وهذه الأحاديث وما جاء في معناها تدل على منع التمائم، وأنه لا يجوز تعليقها، ولا جعلها تحت الوسائد، لأن ذلك من عمل الجاهلية، ولأنها تسبب تعلق القلوب بهذه القلائد، وصرفها عن الله، ولأنها أيضاً تفضي إلى الاعتقاد فيها، وأنها تصرف البلاء، بينما كل شيء بيد الله لا بيد التمائم شيء، بل الله هو النافع الضار، وهو الحافظ لعباده، وهو مسبب الأسباب..ومن غير المعلوم كنه حجاب حميدتي، هل هو ضد السلاح ناري وأبيض، أم هو لجلب المحبة، أم لكف العين والحسد، أم أنها جميعها في حجاب واحد، فهذا ما لا يعلمه غير حميدتي نفسه ودجال (أم بتاري) الذي صنعه..
من اعتقادات حميدتي المثيرة للدهشة والجدل كذلك، اعتقاده في مصحف خاص به، كان ذلك عند أداء لجنة الطوارئ الاقتصادية الأولى التي شغل فيها منصب الرئيس للقسم ايذاناً ببدء عملها، اذ لاحظ من تابعوا المشهد على الشاشات، أن المصحف الذي أدى عليه أعضاء اللجنة القسم، قديم وعتيق ولا يشبه مصاحف القصر الجمهوري التي عادة ما يؤدى عليها القسم، ليتضح لاحقاً أن هذا المصحف يخص حميدتي أهداه له أحد مشايخ دارفور، ولاعتقاد حميدتي في مصحفه هذا دونا عن المصاحف الأخرى، جلبه ليؤدي عليه اعضاء اللجنة القسم، محذراً اياهم من النكوص عن ما أقسموا عليه، قائلاً لهم أن من ينكص بعد ادائه القسم على هذا المصحف سيصاب بالشلل..
وطالما أن حميدتي يعتقد في أحجبة فكيا (أم بتاري) وضاربي الرمل وغيرهم من الاناطين، عن لي أن اتساءل عما اذا كان يأكل الكول أم لا، فاذا كان يأكله فبها ونعمت، وان لم يكن يأكله ننصحه بأكله، فهناك أيضاً اعتقاد بأن من يأكل الكول لا تصيبه عين ولا يتلبسه شيطان، وكنت قد علمت بهذه الخاصية الخزعبلية للكول ذات مباراة في كرة القدم، حيث سمعت أحد المشجعين يتداخل مع مشجعين آخرين، كان أحدهما يكيل عبارات المدح والثناء لأحد اللاعبين، من شاكلة (دا سيد الكورة ورب الكفر، دا المنقطا والمجضما زي ما الكتاب بيقول)، فاعترضه آخر بحجة أنه بهذا الوله سيسحر الواد اللعاب و (يديهو عين)، وهنا تداخل ثالث صائحاً (لا ما بتجيهو أي عوجة دا ماكل كول، لا بتصيبو عين ولا بتلبسو شيطان).