رحل السر قدور، فرحلت معه ذاكرة تاريخية لا يمكن تعويضها، هي ذاكرة غناي ”شاعر وملحن“، وناقد فني، وباحث جهبوز في تاريخ الغناء والموسيقی في السودان، ومادح لا يشق له غبار ، خبير بتاريخ وإرث المدائح وإيقاعاتها المتنوعة، وصحفي عمل في كثير من الصحف المهمة والمؤثرة، وباحث متعمق في التراث الشعبي السوداني، ودرامي متنوع المهارات، فهو كاتب وممثل ومخرج عمل في الإذاعة والتليفزيون والمسرح، وهو أنصاري وحزب أمة ومريخابي
عرف الشعب السوداني السر قدور الشاعر والمغني والباحث من خلال برنامج ”أغاني وأغاني“ الشهير، وحفظ له جميل مده مكتبة الأغنية السودانية بعدد ضخم من الأغنيات، لا تقل عن ١٥٠ أغنية في كل موسم للبرنامج.
شكرا لثماني سنوات من الرفقة الجميلة مع الأستاذ والمعلم السر قدور في مكاتب جريدة الخرطوم بالقاهرة (١٩٩٣- ٢٠٠١ م ) نعمنا فيها بمعرفته عن قرب، نهلنا فيها من علمه وخبرته ومعارفه المتنوعة، واكتسبنا فيها صداقته التي لم تغيرها الأيام.
شكرا أبو العباس علی إغناء حياتنا بكل جميل ، وعلی الصبر علی جدالنا الطويل معك في شؤون الفن والأدب والثقافة، والسياسة،
شكرا لروحك الجميلة، وحتی غضبك الجميل الذي ينتهي دائما بمزحة أو إنشاد مطول مقتطف من أغنية ما.
رحمك الله وأحسن إليك ورزقك الجنان العليا بقدر حبك لهذا الوطن والشعب، وفي الأيام متسع لنحكي عنك الكثير.