سيخسر السودان ما يوفق ال ٦ مليار دولار من المنح والاعفاءات التي كان يجب أن تصله من البنك الدولي والمانحين، وذلك نتيجة للانقلاب العسكري.
هذا بجانب خسرانه لفرصة اعفاء ديونه التي تتجاوز ال ٥٠ مليار دولار بناءا على مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون ( الهيبك)، مما قد يجعل اجمالي خسارة السودان جراء الانقلاب تتجاوز ال ٥٦ مليار دولار.
هذا غير خسارة السودان لموقعه الدولي الذي بدأ يستعيده مع الحكومة المدنية، وخسارة انتعاش الجنيه السوداني واستقرارها تجاه الدولار، وخسارة العودة للنظام المالي العالمي والتحويلات الدولية والاندماج في الروزنامة المالية والاستثمارية العالمية.
بالمختصر اعادنا الانقلاب لنقطة الصفر، لعهد المخلوع، حيث الانهيار الاقتصادي والفساد المالي والاداري والحصار والغرق في الديون والارتماء تحت أقدام روسيا طلبا للحماية.
اذا استمر هذا الانقلاب فان الأسوأ منه لم يأتي بعد، سيشهد السودان عهدا مظلما لم يحدث من قبل في تاريخه.
تقويض الانقلاب للنظام المدني الذي بني على الشراكة وكان يمضي رغم العثرات نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي، كارثة لم ينتبه لها تحالف الموز ولا عسكر المجلس، وهم اليوم يتلاومون ويبحثون عن الحوار من أجل إعادة الشراكة.
شراكة بوجود البرهان وحميدتي لن يقبلها احد، فهؤلاء خانوا الوثيقة الدستورية، خانوا من وقعوها معهم رغم رفض تيار ثوري كبير لها، رغم دماء ونزيف فض اعتصام القيادة العامة، ولم يكن مصيرهم الا السجون والاعتقالات، فهل من عاقل بعد ذلك يثق في هؤلاء؟ من يثق فيهم اما مغفل او منتفع.
عساكر المجلس العسكري يتحدثون باسم الجيش ويقودونه لمواجهة خاسرة مع الشعب، من أجل تحقيق احلامهم وطموحاتهم الشخصية في حكم السودان وبناء إمبراطوريات اقتصادية وأمنية، والجيش السوداني بريء من ذلك، يعاني أفراد الجيش كما يعاني كل الشعب من سوء إدارة نظام الانقلاب للبلاد والخسائر الفادحة التي يتكبدها الاقتصاد والسيادة.
تحالف الموز والجبهة الثورية وداعمي الانقلاب كل من اعطي مجالا ليتحدث تبرأ من أفعال العسكر، ومدح لجان المقاومة، يتحدثون بلسانين، ويتلونون كما تتلون الحرباء، أمثال هؤلاء من الانتهازيين هم اسوا النماذج للسياسيين والقادة.
زلزال ٦ أبريل سوف يزلزل هؤلاء الطغاة، ويهد عرشهم ويلحقهم بالذي علمهم السحر المخلوع البشير في كوبر. لذلك هاهم يقومون بحملات مسعورة من أجل اعتقال نشطاء لجان المقاومة وقادة المعلمين والمهنيين، وكل ذلك من أجل أفشال هذا الزلزال، ولكنهم لا يعلمون ان الزلزال سيخرج من قلب كل سوداني حر، فما شهده السودان في هذا العهد البائس لم يشهده من قبل وليس أمام الجميع الا اسقاطه وتشييعه للمذبلة.
sondy25@gmail.com