رغم هدوء الأوضاع في جنوب كردفان، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن آثار الحرب لا تزال تفتك بأرواح وأجساد البسطاء. في جنوب كردفان إحدى أكثر المناطق السودانية التهاباً خلال العقود الأخيرة تظل الألغام من أهم مهدّدات الحياة هناك، وعائقاً أمام عودة الحياة إلى طبيعتها.
ورغم الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية بنزع الألغام، إلا أن السلطات الحكومية تؤكد أن العمل في مكافحة الألغام يتطلب المزيد من الجهد والتعاون من أجل تأمين المناطق المتأثرة، وتشجيع عملية العودة الطوعية والاستقرار. وقال نائب حاكم ولاية جنوب كردفان الرشيد عطية: إن حكومة الولاية تسعى جاهدة للتواصل مع الحركة الشعبية في الطرف الآخر، للسماح بنزع الألغام في المناطق التي تقع تحت سيطرتها.
من جانبه، قال ممثل المركز القومي لمكافحة الألغام العميد محمد عبد المجيد: إن اليوم العالمي لمكافحة الألغام يهدف إلى طرح المشكلة الكبيرة، التي تخلفها الألغام الأرضية ومخلفات الحرب الناتجة عن الصراعات المسلحة على الإنسان والحيوان والأرض، وكشف أن الألغام أودت بحياة 200 شخص بجنوب كردفان، لافتاً إلى أن عدد المصابين حتى فبراير الماضي بلغ 710 أشخاص.
وأعلن أن الجهود المبذولة أسفرت عن تسجيل 1474 منطقة خطرة، وتنظيف 1257 منطقة، وإزالة 1275 لغماً أرضياً، و25,924 ذخيرة غير متفجرة، مبيناً أن المتبقي من المناطق المسجلة والمعلومة 217 منطقة خطرة جار العمل في تنظيفها.
خدمات نوعية
وأكد عبد المجيد أن المركز القومي لمكافحة الألغام يقدم خدمات نوعية عبر منظمات المجتمع المدني لـ 1,207,306 أشخاص بجنوب كردفان، منذ بداية البرنامج حتى فبراير الماضي، كما يتم تقديم دعم مادي للضحايا في شكل مشاريع مدرّة للدخل ورعاية طبية وتركيب أطراف وتأهيل نفسي، غير أنه كشف عن جملة من التحديات تواجه عملية نزع وإزالة الألغام، تتمثل في ضعف التمويل مقارنة مع حجم المشكلة، فضلاً عن شح المعلومات المتعلقة بمناطق الألغام ومخلفات الحرب بجانب صعوبة الوصول إلى المناطق التي ما زالت تشهد الصراعات، بالإضافة إلى تهالك المعدات المستخدمة، مؤكداً أن الإسهام الوطني والدولي المشترك يدفع بجهود المركز نحو تحقيق الهدف.
من جانبه، أكد علاء الدين حمزة من منظمة جسمار للأمن الإنساني بجنوب كردفان، أنهم يعملون عبر ثلاثة محاور في جنوب كردفان، الأول يتمثل في إزالة الألغام على مستوى المحليات، بجانب محور التوعية، الذي يضم خمسة فرق تعمل في خمس محليات مختلفة، بالإضافة إلى محور المساعدات، الذي يضم حوالي 30 مستفيداً من ضحايا الألغام والذخائر غير المنفجرة.