أصدر رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان قراراً بإعفاء لقمان أحمد محمد من منصبه مديراً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتكليف الأستاذ إبراهيم محمد إبراهيم البزعي مديراً عاماً للهيئة
وقال مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون المقال لقمان احمد ، في تصريح صحفي (لنبض السودان) لا أعلم حتى الآن بقرار اقالتي وسمعت به بالوسائط ولا أعلم ماهو السبب وفي سؤال وجه له عن علاقة الاستقالة بالتصريحات العدائية ضد المؤسسة العسكرية وقائدها عبدالفتاح البرهان في برنامج تلفزيوني على الهواء من قبل أحد أعضاء لجان المقاومة أجاب لقمان على السؤال ربما هو السبب.
وقالت مصادر الحديث الذي أدلى به أحد شباب لجان المقاومة ووصفه لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بالقاتل والانقلابي الذي لا يمكن الجلوس معه للحوار).
لكن المصادر من داخل التلفزيون أكدت ان عودة الفلول الاخيرة للتلفزيون القومي هي وراء اقالة لقمان ، وهم من قاموا برفع شكوى ضده للمجلس العسكري على انه مازال ينتهج سياسة تحريرية تخالف الوضع السياسي للبلاد ويعمل من أجل ترسيخ مبادئ الثورة ودائماً ما ينتقد قرارات البرهان ويصفها بالباطلة وغير الشرعية ، وحتى الآن يضع في مخيلته أن حمدوك رئيساً للوزراء ومازال يعمل حتى اللحظة ويأتمر بأوامره، ولأن هذه السمة الاساسية للفلول ( حرب المؤامرات ) لذلك كان ذهاب لقمان هو هدفهم الاساسي والضروري الذي كان لابد من الشروع فيه قبل برمجة رمضان.
فقرار البرهان بإقالة لقمان احمد كان قراراً متوقعاً ليس لأن لقمان حريص على الثورة أو لأنه استضاف احد لجان المقاومة الذي وصف البرهان بالقاتل والانقلابي ، فحديث عضو لجان المقاومة وشجاعته وقناعته لا تعني بالضرورة قناعة لقمان، فلقمان ماكان يدري ان الضيف سيتحدث بكل هذه الصراحة ولو علم بذلك لاوقف البرنامج برمته قبل ان يتسبب حديث عضو المقاومة في الإطاحة به.
لكن السبب المباشر في الإقالة ربما يرجع الى أن البرهان ادرك ان لقمان ليس له مواقف واضحة فإن كان له ولاء منذ البداية للثورة ومؤمن ايماناً قاطعاً بضرورة التحول الديمقراطي وفكرة التغيير لتقدم باستقالته من أول يوم لكن كيف يضمن البرهان رجلاً لم يكن وفياً لمبادئه وقناعاته، وكانت مواقفة رمادية ومتذبذبة فهذه هي التي الاسباب التي أطاحت به.
والتلفزيون غاب عن نقل المواكب لشهور طويلة ولا احد يلوم جهاز اعلامي انقلابي لتقصيره في تغطية احداث الثورة ، فبعد ان سيطر العسكر على الحكومة وعاد فلول النظام البائد الى مواقعهم، الثورة ماكانت بحاجة للتلفزيون القومي ان يقوم بنقل الاحتجاجات ولقمان الذي ارتمى في أحضان الانقلاب وعمل تحت مظلته ستة أشهر عمل فيها خادماً اعلامياً مطيعاً للسلطة الانقلابية ما الذي جعله يتذكر الثورة ولجان المقاومة فقبوله بفكرة الانقلاب، كان لابد ان يتممها بإظهار السمع والطاعة للسلطة الانقلابية.
فمدير التلفزيون القومي المقال عندما طالبناه هنا بالاستقالة ، كان من وراء القصد ان المناصب زائلة ومايبقى هو المواقف الوطنية فإن تقدم لقمان باستقالته ، لكان افضل له من تقوم كاميرا التلفزيون بنقل حي لمواكب السادس من ابريل ، فالثورة وفي هذا التوقيت بالتحديد سيما بعد الاجراءات الانقلابية هي بحاجة لصدق المشاعر والانتماء والاخلاص في النية ، هي ليست بحاجة لمنبر اعلامي عسكري يعكس مطالبها وأهدافها، لأن صوتها يصل الى قادة الانقلاب اينما كانوا بالرغم من حصونهم وأسوارهم وبروجهم المشيدة.
طيف أخير
توقيع جديد للثورة ، تؤكد فيه المقاومة ان ابريل ربما يأتيك من حيث لا تحتسب.
الجريدة