• الحكمة البالغة هي أنه لا تستطيع أي جهة، أو أي حزب، كائناً من كان، أن يقود هذا السودان (وحده) وفي مثل هذا الظرف الحرج الذي ترزح فيه بلادنا الآن !!
• ولقد أصبح قائد الجيش السيد البرهان، الآن، في حالة من الشلل التام، كما نرى، بعدما سوَّلت له نفسه التواقة إلى حكم السودان، أنه يمكنه أن يستفرد بالحكم فعلاً، ويوجِّه دفته إلى الوجهة التي يراها هو ومن معه !! والحقيقة أنه أصبح بلا رؤية سياسية، وبلا رأي، وبلا أي خطاب سياسي، وبلا وِجهةٍ معلومة يتدحرج إليها سوى الهاوية، فهو (المسكين) صار مشلولاً، (ومطوطحاً) كالموشك على الغَرَق، المتعلق بورقةٍ واحدة في شجرةٍ ضعيفة، في بحرٍ لجيٍّ متلاطم، ويندفع إليه الموج من كل جانب، ويكاد يجرفه في أيِّ لحظة إلى بطنه المائرة، فلا نال رضا دول الخليج بزياراته المتهافتة إليها، ولا نال رضا مصر، ولا حتى رضا روسيا التي ظن هو وحميدتي أنهما سيغيظانِ بمواددتها الأعداء، ويبتزان بمقاربتها الأصدقاء، فيهرول إليهم الإثنان بالعطايا والهبات والودائع المليارية إستنقاذاً للمصالح المشتركة من روسيا الشريرة، وهو ما لم يحدث قط !!
• وليس الظرف ناضجاً الآن بما يكفي لأي سياسي، ولو كان مستقلاً، أن يتقبل تعييناً من البرهان ليكون رئيساً للوزراء، إذ لن يعدو أن يكون دور هذا السياسي هو دور (المرمطون) للبرهان، بعد مشاركته القشة التي يتعلق بها في اللجة المتدافعة، ولن يلبث الموج أن يبتلعهما معاً !!
• من جانب آخر، ليس لكل القوى السياسية (كووولها) أي طرحٍ مقبول ومسنود يلتف حوله الآخرون، لا تلك التي تنادي بمحاورة العسكر، ولا التي ترفض الحوار، ولا التي آثرت أن تحتضن الإنقلاب منذ إعتصام الموز كالجبهة الثورية وغيرها من (جبارنة وأرادلة وهجاجوة) وغيرهم من الكومپارس، وقد شقَّ على تلك القوى الإحتضان الآن، وطفقوا (يفرفرون) بحثاً عن الفكاك من حُضن البرهان غير الدافئ، ولكن هيهات !!
• لقد حاول من قبل الدكتور حمدوك بإتفاقه في نوڤمبر الماضي، مع البرهان، في ظرفٍ محليٍّ وإقليميٍّ ودولي أفضل بكثير مما نحن فيه الآن، ولكن ما كاد يتعاشر مع البرهان المتعطش للدم إلا لأقل من شهر وإكتشف أن البرهان وضع البلاد -بإنقلابه- ثم بإنسداد بصيرتِه، ودمويته، على حافة هاوية لن تنجو منها إلا أن يغور عن وجهها ولو إلى الهاوية نفسها !!
• إذن والظرف هكذا، ودون تحقق الحد الأدنى من التوافق بين قوى الثورة، مستصحبين ولو بعضاً من لجان المقاومة، فلا الفاتح محمد صديق ولا د. حامد البشير، ولا غيرهما، كما تروِّج الأسافير، سيكون قادراً على لعب أي دورٍ مع البرهان، غير دور السكرتير، في أقل تقدير !!!
سلامات..
المقال رائع وتكلم عن حقائق معاشة علي
ارض الواقع.. ومالم يحصل توافق ولو علي
جد ادني.. بين مكونات المجتمع السوداني وليس
القوي الساسية فقط بل حتي المجتمع المدني
وخاصة لجان المقاومة من ثائرات وثوار هم وقود
الثورة.. لا يمكن أن تشكل حكومة.. ما يقولونه من
تشكيل حكومة ارهاصات فقط لأنهم يعلمون
تماما ليس هنالك أمكانية لتكوين حكومة.. و
ليس هنالك شخص عاقل يرضي ان يكون رئيس
وزراء.. انه وضع مزري حقا.. لك التحية والاحترام..