في البدء اسمحوا لي تقديم تحية لصديقي الأستاذ نحند لطيف وأسرة منظمة طيبة للإعلام لحرصهم على إقامة خيمة الصحفيين خلال شهر رمضان المبارك التي أصبحت بالفعل منصة للحوار وساحة للقاءات الإجتماعية وملتقى للصحفيين وأسرهم وأصدقائهم.
حرصت على حضور أمسية الثلاثاء الماضي التي كانت بعنوان”عدسة الثورة .. حوار الفن والشارع” بساحة معهد جوتة بالخرطوم وسط حضور كوكبة من الصحفيين و التشكيليين والمهتمين بالثقافة والفنون من مختلف الأجيال.
أدار الأمسية التشكيلي الصحفي عادل كلر – بعد أن تغيب يوسف أحمد لظروف قاهرة – بحرفية مهنية واسئلة مفتاحية أسهمت في دفع المتحدثين لطرح رؤاهم وتطلعاتهم ومشروعاتهم الفنية لاكمال مهامهم التي كانت في قلب الشارع منذ بدء الحراك الجماهيري الثوري في ديسمبر 2018م وحتى يومنا هذا رغم الظرف السياسية والاقتصادية والأمنية بالغة التعقيد خاصة بعد تداعيات انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م.
تحدث في الأمسية بدون ترتيب بروتوكولي التشكيلي الناقد عبدالمجيد عفيفي والتشكيلي عبدالرحمن نورالدين مدني ومنسقة الفنون دعاء طارق والمخرج السينمائي حجوج كوكا والفنانة البصرية ضحى محمد.
لن استعرض تفاصيل الإفادات المهمة التي دارت حول التحديات والمصاعب التي واجهتهم ومازالت تواجهم في أداء رسالتهم في الشارع الثوري، لكنني اتوقف عند تأكيدهم جميعاً على حرصهم على استمرار أداء دورهم حتى تتحقق تطلعات المواطنين المشروعة في إقامة دولة المواطنة والسلام والعدل وسيادة حكم القانون وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم.
كانت هناك بعض الخلافات الطبيعية وسط التمدثين وطهرت بودر جندرة عابرة عن الحديث عن التشكيليات والتشكيليين لكن سرعان ماتم الاتفاق على أنهم يد واحدة يقفون جميعاً داخل خندق الثورة الشعبية لتعزيز قيم وممارسات السلام و المحبة والتعايش الإيجابي في سودان المواطنة الذي مازال يتشكل في رحم الثورة الشعبية.
مثل هذه الأمسيات التفاكرية تسهم بصورة فاعلة في بلورة الرأي العام وتغذية وجدان الأمة وضخ الدماء الحرة في جسم الثورة الشعبية التي لن تهزمها قوى الردة والتسلط والقهر والفتن المجتمعية والُإثنية.