قدرت احصائية غير رسمية عدد السودانيين الذين سافروا لقضاء صيام شهر رمضان خارج البلاد بنحو يفوق المعدلات الطبيعية خلال شهر مارس فقط.
ونسبة مقدرة منهم اتجهوا الى السعودية بداية أبريل لأداء فريضة ” العمرة ” واتمام الصيام هناك
وتؤكد الأرقام انه خلال العام 2022م ، ارتفعت أعداد المسافرين منهم من قرر الهجرة نهائيا دون عودة ، ومنهم من اعتاد الصيام بالخارج
واشار متحدثون ل” التحرير ” ، إلى اسباب عديدة قادت السودانيين للسفر خارج البلاد ، ونفس الأسباب وغيرها جعلت البعض يتخذ قرار الهجرة النهائية دون عودة ، مؤكدين صعوبة صيام الشهر الفضيل في ظل الحرمان من أبسط مقومات الحياة ” الماء – الكهرباء ” ، وتوقعوا ان تشهد فترة ما بعد رمضان هجرات اضافية جراء غلاء المعيشة
وقالوا : في السابق ، كانت مصر ملاذا لبعض الأسر التي توقت موعد السفر مع عطلات المدارس والجامعات ، والصيام في القاهرة كنوع من الترفيه وقضاء اجازة في ظل أجواء باردة ، اما اليوم فالسفر بدافع الهروب من السيولة الامنية المتفشية والضغوط الاقتصادية والشعور بعدم الامان والاستقرار
قبل شهرين من حلول شهر رمضان الكريم ، اتخذت اسرة عمر ابراهيم الرضي قرارها بالصيام خارج السودان
، بحثا عن الاستقرار النفسي والمعنوي ، وهروبا من
الازمات التي تمر بها البلاد ، وكانت مؤشرات قطوعات الكهرباء والماء وانعدام غاز الطهي والغلاء المعيشي الى جانب ارتفاع درجات حرارة الطقس محفزات لذلك
بعد دراسة واقع الحال ، وقع اختيار أسرة الرضي على القاهرة كملاذ امن لهم .
الحاج الذي يعمل في مجال التجارة يرى من الصعوبة صيام رمضان في ظل جفاف تمر به البلاد ، فاجرى اتصالاته الخارجية بالاهل والاقرباء الذين سبقوه لمعرفة اسعار الشقق والاجواء ، في الوقت ذاته اكمل كل اجراءات السفر واستلم تذاكره قبل رمضان باربعة ايام , وكعادتها قامت زوجته ” منى ” بتجهيز احتياجات الاسر الرمضانية من ” الحلو مر ـ البصل واللحوم المجففه ” وغيرها من منتجات المشروبات السودانية البلدية
قالت منى لـ” التحرير ” ، الظروف المعيشية بالبلاد متجه الى الاسوأ ، ومن الصعب تحملها بجانب برمجة قطوعات الكهرباء والماء ، واضافت ، هذه المرة الثانية التي يصومون فيها رمضان خارج البلاد ، فالعام الماضي كان في المملكة السعودية تزامنا مع قضاء العمرة حيث سافرت واسرتها قبل رمضان باسبوع ونزلوا السودان قبل العيد بيومين ، لذلك لم يشعرو باي صعوبات
واضافت ، شهر رمضان ياتي مرة في العام والسلطة الحاكمة لم تقدم لشعبها شيئا ، بل تمارس اجحاف في عدم توفر ابسط الحقوق الخدمات والاحتياجات الضرورية
وقال عثمان حسن استاذ جامعي ، تداخلت خلال العام الحالي الكثير من العوامل التي ادت الى استحالة الحياة في السودان ، والكل اصبح يفكر في الهروب والبحث عن الامان في دول أخرى يجد فيها الأمن الغذائي على الاقل
اوضح في حديثه ” للتحرير ” ، ابرز اسباب سفره الى السعودية من أجل العمر والبحث عن وظيفة آمنة لضمان مستقبل أبناءه، مؤكدا ان واقع البلاد طارد خاصة للشباب وتوقع زيادة أعداد المهاجرين الشباب خلال الاشهر القادمة ، وزاد بضرورة دراسة احتياجات سوق العمل العالمية جيدا ووضع تصور كامل قبل السفر ، مؤكدا ان شهر رمضان فرصة جيدة لإعداد الخطط المستقبلية ودراسة الخيارات بشكل جيد