واقعة كبرى وفضيحة مدوية تكشف عن سوء الطبع وسوء الأدب والتجديف والعنصرية والبهتان والكذب والوحشية والجهالة وفساد الأخلاق والنفاق في ضربة واحدة..! وما هي بالجناية العابرة التي تختص بالإساءة إلى فرد.. حيث أنها تمثل جريمة كبرى (في الحق العام) وإساءة بالغة للمجتمع السوداني في حاضره ومستقبله..ومعول تدمير خطير للروابط التي تجمع بين أبناء الوطن.. إنها جريمة فادحة تتصل بإهدار الكرامة الإنسانية..وهي نذير بإطلاق دعاوى التحقير ودق أسافين الفرقة بين أبناء الوطن وشعوبه على أساس العرق والجهة..وحسبك هذه من بين الغايات المنتنة القبيحة ودعاوي الجاهلية..!
نحن نعني الواقعة التي نقلتها الأسافير ووسائل ووسائط الإعلام المختلفة وبيان الأحزاب والهيئات الحقوقية والسياسية وأحدثت صدمة كبرى في المجتمع وعبر امتداداته الوجدانية والجغرافية..حيث قام احد ممن يحسبون من بين المحامين الذي يدافعون عن قادة الإنقاذ وداخل قاعة المحكمة وعبر تسجيل صوتي لا مراء فيه ولا يمكن محوه بسب للعقيدة جهراً في نهار رمضان..وداخل قاعة المحكمة..وبين منصات العدالة.. ثم طفح بإساءة عنصرية غاية في الفحش والجهل والسفه تجاه مواطن سوداني (لقمان أحمد الذي عمل مديراً للتلفزيون القومي) وتعييره بتكوينه الخلقي الجسماني ووصفه بـ(العبد)..!! وكل هذه من الجرائم التي يحاكم عليها القانون والضمير في كل مكان ..فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً..؟! ودعك من الإسفاف والدناءة والنكران الذي يصف نقل مواكب السودانيين السلمية في تلفزيون الوطن بأنها جريمة تستوجب كل هذه الصديد اللفظي..!
هل تريدون أن يغلق الإعلام عينيه عن حقائق الواقع ومجريات الأحداث..هل تريدون أن تحصروا عمل التلفزيون في نتقل غثاثات الإنقاذيين وسفاهاتهم وأن يتجاهل وقائع الاحتجاجات التي تملأ أرض السودان ويشارك فيها الملايين في كل مدن الوطن وقراه..؟!! ما هو عمل الإعلام غير أن ينقل أحداثيات الوطن..وأيضا دعك من هذه السفاهة الجوفاء التي تصف خروج كل هذه الحشود من شباب السودان وكل الفئات العمرية ومواكب الآباء والأمهات والمحامين والحقوقيين والمعلمين والمهنيين والطلاب ومختلف الطوائف بأنهم جميعاً محرشين..فمن هذا الذي يستطيع تحريش الشعب جميعه (عدا الإنقاذيين) ليخرج مطالباً بالمدنية والحرية..!!
لا يمكن أن تمر هذه الواقعة باعتبارها حدثاً عارضاً بل يجب الذهاب بها إلى منصتها الحقيقية ووضعها أمام القضاء ومعاقبة مرتكبيها بعد أن يتم إثبات الأقوال والوقائع إلي أصحابها..ونحن لم نكن يوماً من المدافعين عن مدير التلفزيون الذي أقصوه من إدارة التلفزيون ثم سبوه أمس بهذا العفن العنصري الذي سيرتد إلى وجوه الذين تفوهوا به…بل نحن كنا من منتقدي نهج لقمان ومهنيته وإدارته لتلفزيون الثورة وقبوله العمل في ركاب الانقلاب.. ولكن القضية هنا اكبر من لقمان وهامان واكبر من أي رؤية ضيقة..أنها جريمة متكاملة الأركان تمثل تعدياً على ركائز القومية التي يقوم عليها السودان..وانتهاكاً خطيراً لمعايير المواطنة ولدستور الدولة…ودعوة صريحة لبعث العنصرية من أغوارها النتنة وتفريق السودانيين من واقع ألوانهم وسحناتهم..وهذه من ارتكاسات القرون..!! ويهمنا أن يعرف جميع السودانيين وعبر القضاء أسماء الأشخاص الذين تفوهوا بهذا الحديث الذي يسئ للوطن في قاعة المحكمة ثم إنزال العقاب العلني عليهم..سداً لهذه الباب الذي يطفح بكل ما في الدنيا من قاذورات ونفايات..وحتى يعرف الناس حقيقة بعض الملتحين وأصحاب أربطة العنق الذي يتزيّون بزي الحقوقيين وهم على هذه (الجِبلّة الواطية) من انعدام الأخلاق..!
أما جماعة الإنقاذيين بوجه عام فالسودانيون لا يندهشون من عنصريتهم ولا من سبّهم للعقيدة والأديان..فهذا ما خبروه عنهم في أقبية التعذيب وبيوت الأشباح ودوائر السياسة والتجارة وفي الجرائم المضبوطة لدى بعضهم والمقرونة بالفساد والدعارة..وكذلك في جميع المحكات الوطنية..وقد عهد السودانيون في الإنقاذيين سوء الخلق وفساد الطوية والنفاق والبهتان والتكبر والفجور.. من قادتهم إلى قواعدهم.. وأصبح ذلك (بالضرورة) في علم المواطن السوداني الذي لا يحتاج إلى دليل جديد أو رواية قديمة أو جديدة..هكذا بعد ثبوت هذه الواقعة الأخيرة الكريهة يكشف الله سترهم ويهتك أستارهم وما يحاولون إخفاءه من فجور بكل ما يعنيه الفجور من أبعاد حسية ومعنوية..!!
وعلى السيد لقمان أحمد الذي وقعت عليه هذه المسبّة العنصرية ألا يتردد في الذهاب للقضاء حتى يجعل منها قضية عامة من اجل المجتمع السوداني والضمير الإنساني.. فلا يضير لقمان أو غيره أن يتعدى على كرامته (مأفون مأفوك) أو أي أحد من طبقة السفهاء المآفين سواء كان من بين المحامين أو غيرهم من الإنقاذيين أو التابعين بغير إحسان أو (المأجورين بالقطعة) أو كان من نفايات المجتمع ومقذوفات المجاري وقنوات الصرف الصحي..!! فالذهاب بهذه الواقعة للقضاء يحقق الانتصاف للوطن والمجتمع ويدفع عنه غوائل الفرقة والعنصرية ويؤسس للمواطنة المعافاة ويحمى البلاد من القنابل الموقوتة المتمثلة في إعادة دعاوي الاسترقاق من مراقدها المتعفنة..!
يا لفضيحة أصحاب اللحي الممعوطة و(الأخلاق المزعوطة) المتسترين بالدين..وصعاليكهم الذي يسبون الديانة في قاعات المحاكم خفية ..ثم لا يجد الذي يسب الدين أمامهم مراجعة أو استنكار أو انتقاد ممن يتبادلون الحديث معه ويجلسون إلى جواره.. ومعنى هذا أنهم جميعهم يقرون ما تلفظ به من سب لدينهم ومن عنصرية هي من طبيعة تركيبة الإنقاذيين المتأسلمين المنافقين الذين يبدون في هياكل بشرية ولكنهم يطفحون بين آونة وأخرى بأسوأ ما تنطوي عليه الحثالات الشيطانية..!! هيا بهذه الواقعة إلى المحاكم… ففيها إبراز لجسامة الجُرم…واختبار لموازين القضاء..!
murtadamore@yahoo.com