ليلة أزهري في الرياض.. رجعتا ضاربني اللــرو..!!

الأستاذ أزهري محمد علي.. التقيناه في ليلة شعرية بالرياض، مرة أخرى.
وقبلها بأيام كان صديقي يوسف مساعد قد أتاح لي وبعض الأصدقاء، أن ألتقي بأزهري في فطور رمضاني جميل وحافل.
فطور يوسف خلانا نجيب سيرة الجزيرة الشِبيلية بلد أزهري. وطبعاً نجيب سيرة أشعار أزهري. والشبيلية تقع إلى الجنوب وغرب النيل من قريتنا.
**
قرأ أزهري لجمهور الرياض كثيراً من نصوصه..ولكني كنت منتبه لبعض الكلمات..وفي البال بيئة الجزيرة الشبيلية وإنسانها وعوالمها. بلد أزهري.

في نصه المهدأ الى صديقه معتصم الطاهر يقول أزهري:
……
……
باب الحكايات ينفتح
تدخل زقاق الكتمة
زخات الخريف
فى حسى احسك حِس طشِت
يجرح سكون الحلة
فى الليل الكفيف
اشتاق ويضربنى اللـّرُو
جواى تلكلِك باب حراز
وفى دمى تِتشرقط دلو
…..
أشتاق يضربني اللرو
والزول الضاربو اللرو..هو الزول المحتار في أمر ما..أو كاتلاهو الحيرة في ماذا يفعل؟.!!
*
وفي نفس النص..يقول أزهري:
صحيت النحل هشيتو
من عسلو الحلاتو تضوقك
وفجيت العطش نقّعتا
نادانى التراب حلوووقـَـك
سرت الاحاسيس سلسبيل
حَلوووقـَك..كنا بنقولا نامن نجري علي أزيار السبيل مثلاً..وأول زول بيمسك الكوز (كوز السبيل)..أو الكباية التاني بقوليهو :
حلوووقك..
يعني عليك الله..وذمة في حلقك دا تديني أشرب وراك أو بعديك..
فمن قال حلووقك فقد ضمن أو حجز فرصته وترتيبه في الشراب. !!

وكذلك في نفس النص:
سلطان مجالس الونسة
قعدات المشاط
يبدنو الكلام بى كُر
يشيلنك بشارة خير من العين العنية دقـُر
يا متخبي فى سر السريرة بريق
وكامن فى المعاني مقـُـر
منو الهباكا في عصب الاغاني حريق
وشالك فى القصيدة نضـُر
كامن في المعاني مقُر..المقُر هو الحفرة أو الجحر البيلبد فيهو الحيوان. ديك أرنب مرقت من مُقرا. وجرت.أي خرجت من جحرها.
ولعل كلمة كامن تؤيد هذا المعنى.
*
وفي نفس النص يقول:
ﻳﺎﺭﻳﺘﻨﻲ ﻳﺎﺭﻳﺘﻚ ﻗﺮﻳﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻳﻮﻡ ﻣﺎﺷﻴﻦ
ﻣﺸﻮﺍﺭ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﻮﺩﺭﻧﻲ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺮﻧﻲ ﺑﻲ ﺍﻣﺸﻲ ﻭﺗﻌﺎﻝ ﺑﻌﺪﻳﻦ
ﻭﻛﻴﻒ ﺩﻭﺩﺭﻧﻲ ﻟﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﻛﻤﻴﻦ
كيف دودرني لي قلب الحبيبة كمين
دودرني..الدودار..أو الدودرة..هي الغناء للقمري أو الطير كي يأتي للشرَك.
نعم يغنيه ناصب الشرَك للقُمرية كي تمشي للشرك. والدودرة تُغنى بصوت خافت
فاللحظات لحظات صيد:
قمرية دباسة
أم شعراً مواسا
عليك الله قوقي
جنب شركي الزلوقي
يترجاها كي تقع في الشرك.
كيف دودرني لي قلب الحبيبة كمين
**
التحية للأستاذ أزهري محمد علي..الذي أتحفنا بليلة جميلة.
كنت أسأل نفسي..
كيف لأزهري أن يحفظ كل هذه الأشعار.. وعن ظهر قلب؟
بعضه سمعناه منه منذ منتصف التسعينات. !!!!
حقيقة ضاربني اللــرو..!!