لم أتشرف بالعمل معه في مدرسة “الأيام” الصحفية التي ظل يجسد عمود الوسط فها منذ تأسيسها مع رفيقيه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان عليهما رحمة الله، لكنني تعلمت منه الكثير من القيم والمبادئ والممارسات المهنية الموضوعية المستقلة.
إنه عميد الصحافة السودانية صاخب القلم الذهبي أستاذ الأجيال الأستاذ محجوب محمد صالح ربنا يمتعه بالصحة والعافية، حرصت على حضور إطلالته المميزة في خيمة الصحفيين مساء الجمعة التي أدار الحوار بها الأستاذ عبدالمنعم أبو إدريس تخت عنوان “دور الإعلام في التحول الديمقراطي”.
لن أستعرض المحطات التاريخية السياسية والمهنية التي أشار إليها في مستهل إفاداته القيمة إنما سأركز على الإضاءات المهمة التي تحدث فيها عن التحديات الماثلة امام الصحافة السودانية ونحن نسعى لتأسيس ديمقراطية راسخة ومستدامة ومستقرة قادرة على البناء وقادرين على المحافظة عليها.
أوضح الأستاذ محجوب محمد صالح كيف أن غلبة سنوات الحكم الديكتاتوري من عمر استقلال السودن ” 52 عاماً” أثرت سلباً على الأداء السياسي الحزبي والأداء الإعلامي والصحفي، وأكد أنه لايمكن قيام ديمقراطية بلا صحافة حرة كما أنه لايمكن قيام صحافة حرة بلا ديمقراطية مستدامة.
أضاف الأستاذ قائلاً : للأسف سرعان ماتحول استقلال السودان إلى كابوس بسبب الانقلابات العسكرية التي عطلت الحراك السياسي الديمقؤاطي وأسهمت في التدهور الاقتصادي حتى أصبح السودان بلا تنمية متوازنة ولا ديمقراطية مستدامة.
أكد الأستاذ محجوب محمد صالح ان حالة الطوارئ والاجراءات الاستثنائية والحجر على النشر أثر بصورة سالبة خاصة على الصحافة الورقية، وقال إن الوضع الحالي للصحافة لا يليق ببلد قامت فيه ثورة شعبية وجدت ترحيباً عالمياً وإشادة مستحقة للكنداكات والشباب الثوار، ولا يستحق هذه الردة التي يجب أن تنتهي وستنتهي حتماً بوحدة قوى الثورة الحية وجمع كلمتهم.
قال الاستاذ في ختام كلمته القيمة أن حرية التعبير حق مجتمعي لذلك فإن مسؤولية الدفاع عن حق التعبير مسؤولية كل المجتمع وليس فقط مسؤولية الصحفيين والمؤسسات الصحفية.
بعد هذه المحاضرة القيمة استمتع الحضور بأداء الفنان أحمد بركات لباقة من أغاني عميد الفن السوداني الراحل المقيم أحمد المصطفى عليه رحمة الله، وسط تتجاوب واتفاعل الجمهور الحاضر من كل الأجيال.