فعالية ثقافية تضاف إلى رصيد شعبنا في التفاعل مع الحق والخير والجمال
في ليلة جليلة بالعاصمة السعودية الرياض التقت جماهير الجالية السودانية بشاعر الوطن والثورة أزهري محمد علي فبادلته حبا بحب ووفاءً بوفاء. احتشد السودانيات والسودانيون وجاءوا من كل حدب وصوب ليحتفوا بازهري وشعره ومشروعه وليعانقوا الوطن الحلم الذي طالما ارتبطوا والتزموا به، فكانت اللوحة الزاهية وطن في الغربة عبر فعالية ازهري الحلم الفسيح. وكعادة المكونات السودانية بمهجر الرياض تقدمت الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج “الصالحية” بمعية الملتقى السوداني الثقافي الاجتماعي الرياضي وجمعية الصحفيين السودانيين بالرياض ونادي الخرطوم الثقافي الرياضي – تقدموا- بجهدهم ودعمهم تنظيما وإشرافا وإخراجا لهذه الليلة البديعة، فكان الجهد الجماعي والعمل المشترك حاضرا ليرسم بارقة الأمل بأن السودانيين ومكوناتهم قادرون على صناعة الجمال حال توافقهم ووحدة وتنسيق جهودهم. واذا كان الفرق بين الجميل والجليل هو فرق في الدرجة وليس في النوع، وبما أن الجليل مثير وعظيم ويؤدي إلى الدهشة والرقي والعظمة والروعة، بينما الجميل ساحر وممتع وحسن ورائق، فبالتالي يكون الجليل هو الحسن الخلاب والجميل بامتياز. وكما يقول الفيلسوف الالماني كانط “أن الذين يملكون إحساسا بالجليل يحملهم صمت ليل صيفي نحو مشاعر راقية عن الصداقة وعن الأبدية وتفاهة العالم” . فقد كان أزهري في تلك الليلة شامخا كالعهد به وجميلا كعادته بل وجليلا بامتياز. إن التذوق الجمالي ليس مجرد متعة حسية وإنما غبطة روحية تدعو إلى النظر بانتباه واللعب مع الوجود وممارسة التفكير بحيث يشعر المرء أنه أدرك الديمومة وشارف على الاكتمال ويكاد يتحد بالمطلق. وإن ماهية الفن هي الحرية وان حرية الفنان هي أساس إبداعه وإلهامه وان ضريبة الحرية هي المغامرة في المجهول والمخاطرة بالحياة من أجل التضحية في معبد الجمال الفتان. وكما قال كانط:”لابد من ذوق حتى نحكم في شأن شيء جميل لكن لابد من عبقرية لإبداع شيء جميل”. في فعالية أزهري الحلم الفسيح كان ازهرينا عبقريا ليس فقط في إبداع الجمال ونظم الحروف بل في تقديم نفسه واشعاره ومعانيه في قالب من الجمال والجلال. في ليلة الرابع عشر من أبريل المنصرم إلتقت جمالية الشعر بعذوبة الالقاء و جودة المعاني و روعة الأداء حتى غدت دون سابق ترتيب او تنظيم حشدا وطنيا وثوريا بامتياز وبارقة للحلم الأمل.. وما أحوج بلادنا وشاباتنا وشبابنا لهذا الأمل الحلم الفسيح الحلم الذي عشناه فسيحا إبان اعتصام القيادة العامة الحلم الذي مضى في سبيله كشه و د.بابكر و مطر وكل شهدائنا الأكرم منا جميعا الحلم الفسيح بسعة وجمال ابتسامة ست النفور حلم ميدو وعثمان الشريف حلم ان نوقف انقساماتنا الاجتماعية ونتعايش سلميا في وطن يسع الجميع الحلم الفسيح بأن يصبح تنوعنا وتمايزنا ثقافيا واجتماعيا مصدر قوة واثراء واضافة لسودانويتنا لا خصما عليها ولا مصدرا للنزاعات والاحتراب الحلم الفسيح مشروع امل وسودان بكره مشروع نتفيأ ظلاله في مخيلتنا جمعاء مشروع ثقافي لتغيير يبدأ من القاعدة ويبنى الإنسان عقلا ووجدانا، حتى نصل الي قمة الهرم مرافقا لبنائنا القاعدي الذي يقود وينظم شوارعنا الان نحو الانعتاق والتحرر الحلم الفسيح ليس فقط مجرد حروف تدندنها اناشيد ازهرينا بل واقعا نسعى اليه ومؤشراته تعيش بين ظهرانينا.. و يا مشرع الحلم الفسيح يومنا النـّهِـبْ .. أسلِبنا خوفنا كبـِّرنا قدرك .. مرتين وطـِّول قدر كتفك .. كتوفنا يا رغبة الرعد البيسكن .. بين غناوينا وحروفنا ضوِّى الدساكر والضفاف عبِّى الحناجر بالهتاف سدِّد مسامات الرِّعاف نوِّر مغاراتنا وكهوفنا شكرا ازهرينا كما يطيب لنا نحن الازاهرة تسميتك وسوف تبقى انت وحروفك ومشروعك دائما فينا وحادينا تاجا صنعناه بايدينا من الجرح الذي يمشي على الجرح الذي فينا فإن ضاقت بنا ارض فأنت الأرض تأوينا وان ضاقت بنا ارض فأنت الأرض تكفينا