(1)
لحن إفتتاح
في زمن الغربة والارتحال
تأخذني منك وتعدو الظلال
وأنت عشقي
حيث لا عشق يا سودان
إلاّ النسور الجبال
يا شرفة التاريخ
يا راية منسوجةً
من شموخ النساء
وكبرياء الرجال
أشعار محمد الفيتوري
الحان وغناء محمد وردي
هكذا أمضي سائحا متجولا بين الأمصار والأقطار ، بين عربا هنا وعجما هناك بين مهجر بعيد وغربة قسرية عن وطن مأزوم منذ استقلاله عن بريطانيا مطلع يناير من العام 1956م ، نحاول التعرف على الكثير ، تاريخا وجغرفيا ، شعوبا وقبائل ، من خلال سرد توثيقي اسميناه ، (من مقرن النيلين إلى بلاد الحرمين)
(2)
وأنا في الطريق العام في إحدى مدن بلاد الحرمين ، كنت أتذكر مقرن النيلين وأردد في سري وجهري .. بلادي بلادي .. مغنيا مع دكتور علي شبيكة وثنائي العاصمة
اغنية بلادي ثنائي العاصمه .
بلادي يا احلى نغم يا بلادي
يا اغلى غرام ضماهو فؤادي
يا مُهرة عز وشموس وبوادي
اعيش واموت بي اسمك انادي
عشقتا نخيلك ونيلك وليلك زي اولادي
وفيك سُهادي معنى ودادي وخيرك وزادي
بلادي يا حُره يا اجمل دُره
يا نوووور في جبين الدنيا وغُره
الله معاك ونحن فداك
تحيي وتسلمي لي يا بلادي
بلادي يا امي منايا تضمي
رُفاتي ودمي زي اجدادي
بلادي تنادي بلادي تنادي انا الحريه
سمايا مشاعر ليك بهديه
وارضي عزيزه وسودانية
واستشهادي فداك يا بلادي
معنى وجودي ويوم ميلادي
يااااااا يا بلادي
(3)
حين كانت الشمس تأذن بالمغيب كنت هناك ، الجمعة الماضية 14 رمضان 1443ه ، 15أبريل 2022م ، تلببة لدعوة إفطار سنوي تقيمه الجالية السودانية بالسعودية وحضور ليلة مشرع الحلم الفسيح ، والتي زينها شعرا ونثرا الأستاذ أزهري محمد علي بصوت عذب وأداء ممتع وذاكرة ذهبية ، بسم الله ما شاء الله ، في تلك الأمسية ، كان يلقي مجموعة من أعماله الأدبية كانه يقرأ من كتاب مفتوح أمامه ، تخيل صوته حين يقول في ثرثرة المياه والعصافير لامرأة بالغة العذوبة :
هيأوني للآن للموت
فقط امنحونى جرعة ماء كعادتكم قبل ارتكاب شهوة الذبح
امنحوني جرعة -ماء
وامنحوا العصافير_ حيزاً للغناء
وصلوا علىَّ واقفاً
سبحاننى أنا
سوف ارفع الأذان فيكم
قبل ميقات التجلى
فحَّي على -الغناء
(4)
فهناك سعدت بمعرفة الكثيرين ، من أهل الطب والقانون والرياض والفن والثقافة والصحافة والمال من ابناء بلدي الذين غادروا الوطن ، بعد أن أصبح الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود ، هناك في ذلك المساء تعرفت على أحد الذين حملوا هم الوطن كما الكثيربن هنا في أرض المهجر أو المغترب ، عبدالرازق محمد يحيي ، الذي قضيت وقتا قصيرا ، تمنيت له أن يطول ليزدهي بنقاش في العام والخاص ، بلغة أقرب للإمتاع والمؤانسة ، تخاطب العقل والقلب والوجدان ، كان يتزين بزي سوداني أبيض فاقع لونه يسر الناظرين ، يجمع بين محبة العلم والتعلم والتواضع ، توزعت إهتمامته بين التربية والدفاع عن الوطن في محافل عدة ، بجانب البحث في التراث السوداني عامة ومناطق دارفور على وجه الدقة ، مع توثيق له في مختلف المنابر ، شاهدته ضيفا من #العاصمةالسعودية #الرياض على برنامج (وطن الفماري) ، تقديم الزميل أشرف عبدالله ، بث على شاشة #تلفزيونالسودان قبل شهور خلت ، تحدث فيها عن قضايا عدة حول الوطن ، آلامه وآماله
(5)
ينتمي عبدالرازق إلى تجمع الفنانين والموسيقين والشعراء بالجالية السودانية بالرياض ، أحب التصوير حبا جما ، أنجز توثيق ذلك اللقاء ، إفطارا وأمسية ، بعدسة فائقة الدقة ورائعة المشاهد البصرية، الثابتة منها والمتحركة (فوتغرف /فيديو) ، شكرا له على صورتي المرفقة هي من أعماله ، تحياتي له ونلتقي لاحقا بإذن الله تعالى في بلد الحرمين أو في مقرن النيلين هناك حين تسود في سودانننا قيم الحق والخير والجمال وينعم فيه الناس بالحرية والسلام والعدالة ، دعواتي له بالمزيد من الترقي والتألق والتعلم والمعرفة والنجاح والتوفيق ، عبدالرازق ابوعمر ، إنسان نادر على طريقته.
(6)
لحن الختام
وحتى نلتقي مع حلقة أخرى من سلسلة (من مقرن النيلين إلى بلاد الحرمين) ، نهديكم مقطعا من (الطير) ، ثم نختم مرددين مع صلاح أحمد إبراهيم ومحمد وردي لحنا واداءا :
وان جيت بلاد تلقى فيها
النيل بلمع فى الظلام
زى سيف مجوهر
بالنجوم من غير نظام
تنزل هناك وتحى
يا طير باحترام
تقول سلام وتعيد سلام
على نيل بلادنا سلام
وشباب بلادنا
ونخيل بلادنا
*صحفي سوداني مقيم بالمملكة العربية السعودية