البرهان وحميدتي ومجلسهما العسكري لا مكان لهما في مستقبل السودان الانتقالي، هذه الرسالة كررتها القوى الثورية مرارا وتكرارا ولن تمل من تكرارها حتى تحقيقها.
لا يمكن علاج الازمة الراهنة عبر إعادة انتاج ذات المتسببين فيها من القادة العسكريين، هذه ابسط استنتاجات المنطق التي يصل إليها كل عاقل ينظر ويتدبرفي الازمة السياسية الراهنة في السودان.
الجيش عليه ان يفهم رسالة الجماهير وأن يعلم أن الحفاظ على آمن وسلامة هذا البلد تمر عبر تنحي القيادة العسكرية الحالية وصعود قيادة جديدة.
المسألة لم تعد مسألة صراع مع قحت ام مع اليسار وانما اصبحت مسألة وجود البلد من عدمه، اصبحت مسألة استمرار وحدة البلاد ام تفتتها وتشظيها.
الشارع معه كامل الحق في موقفه، فقادة المجلس العسكري جاءتهم الفرصة ليكونوا قادة وطن يعبروا به من الفساد والاستبداد إلى العدالة والحرية، ولكنهم ضيعوا هذه الفرصة بانقلابهم المشؤم في ٢٥ اكتوبر، وكتبوا اسمهم بخط عريض في سجل الانقلابيين والطغاة.
العودة إلى ما قبل ٢٥ أكتوبر مستحيلة، إعادة إحياء الوثيقة الدستورية التي قبرها الانقلاب، وبث الروح في جسدها الميت دماغيا، هو عبث لا يفضي الا إلى مزيد من التعقيد للمشهد، ومزيد من الفشل.
المضي إلى الأمام هو الخيار الوحيد المتاح، اما بتنحي هذا المجلس العسكري من تلقاء نفسه وعودته إلى العقل وجادة الصواب، أو عبر إسقاطه.
بانتهاء شهر رمضان ستعود حيوية الجماهير ويرتفع نبض الشارع، مع تدهور الاوضاع الاقتصادية والامنية فان السلطة الانقلابية لن تستطيع خداع الشعب ولا الجماهير ولن يعصمها من السقوط عاصم.
مازال غياب المركز القيادي الموحد للقوى الثورية هو النقص الغريب والعجيب والذي لا يتماشى مع قوة القوى الثورية وحوجتها الماسة لاكمال هذا النقص، وكأن المتنبي وصفها حين قال:
ولم ار في الناس عيبا ** كنقص القادرين على التمام
المبادرات التي تنطلق هنا وهناك جميعها مبادرات متحيزة او ناقصة بما فيها مبادرة الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي تفشل حتى الآن في بلورة موقف صحيح تجاه توصيف الواقع السياسي بوضوح.
المبادرة الوحيدة الصحيحة والقادرة على احداث الإختراق هي المبادرة التي تدعو المجلس العسكري بصورة صريحة إلى التنحي وتفاوضه في مطلوباته للخروج الامن، غير ذلك فكل المبادرات هباء.
يوسف السندي
sondy25@gmail.com