كانت لفتة بارعة من الباشمنهدس عثمان ميرغني الذي أدار منتدى خيمة الصحفيين الرمضانية بساحة معهد جوته بالخرطوم أمس بعنوان “السلام المستدام .. كيف يكون” بطلبه من الحضور قراءة الفاتحة والوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء محلية كرينك غرب مدينة الجنينة.
بل كانت هذه بادرته نقطة مفتاحية لحديث المشاركين في المنتدى الباشمهندس صديق يوسف والدكتور عبدالعزيز عشر والدكتور شمس الدين ضو البيت حول مساعي السلام السابقة والانية مع التركيز على اتفاق جوبا للسلام واثاره على الةوقع السياسي والأمني والإقتصدي في السودان.
لن أتناول تفاصيل مادار في هذا المنتدى على أهميته فقط سأقف عند بعض الإضاءات المهمة سواء من المنصة أو من الحضور خاصة فيما يتعلق بالخلافات الحزبية والصراع المبكر حول السلطة التي أضعفت قوى الحرية والتغيير، والاستغلال السئ للحركات المسلحة لاتفاق جوبا .. إلى أن حدث ماحدث في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م من انقلاب على الحكومة المدنية.
طرح الأستاذ عثمان ميرغتي سؤالاً مهماً للدكتور عبدالعزيز عشر لماذا لم يتم السلام داخل السودان بدلاً من المفاوضات في أديس وفي جوبا لكنه لم يجد إجابة شافية إنما قدم مبررات نظرية حول مطلوبات السلام وقصر الفترة التي مضت على اتفاق جوبا.
مع ذلك لست من المتشائمين الذين عبر عنهم أحد الحضور قائلاً أنه لن يتحقق السلام في السودان مع وجود من يجلسون في المنصة لكنني أتفق مع الدكتور شمس الدين ضو البيت في رأيه من أنه لايمكن تحقيق السلام في ظل هيمنة الانقلابيين، و لابد من تسليم السلطة الانتقالية للمدنيين لاكمال مهام الانتقال وفي مقدمتها تحقيق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان ومواصلة تنفيذ أهداف ثورة ديسمبر الشعبية بتحقيق العدالة وسيادة حكم القانون وتنفيذ برنامج الإسعاف الإقتصادي وإعادة لجنة تفكيك التمكين ودعمها وتهيئة الأجواء الصحية للغنتقال السلمي لحكم المدني الديمقراطي الذي يسع الجميع.
بقيت نقطة مهمة أوضحت موقف الرأي العام الذي جسده موقف الحضور من مختلف ألوان الطيف السياسي والمجتمعي الذين صوتوا بالإجماع على أن إتفاقية جوبا للسلام لم تحقق السلام على أرض الواقع، ومع تقديرنا لدفاع عبدالعزيز عشر عن إتفاق جوبا للسلام فإن الواقع في دارفور وفي كثير من مناطق السودان التي كانت امنة يؤكد فشل اتفاق جوبا في تحقيق السلام المنشود في ظل هذا الواقع المقلوب بسسب سوء إستغلالها سياسياً في الصراع المتعجل على السلطة.