هذا الكتاب اختاره لي ابني عبدالرحمن من معرض الكتاب المفروش بخيمة الصحفيين الرمضانية بعنوان(الضرورة النظرية لتجاوز الماركسية إلى النظرية النقدية) لمؤلفه الدكتور هاشم عمر النور.
انه كتاب أكاديمي في الفلسفة وليس السياسة لكنه يتناول الواقع السياسي الاجتماعي في السودان خاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي الذي فرض على الشيوعيين وحزبهم إعادة النظر في الماركسية وتجديد حزبهم.
لن اتناول تفاصيل الجهد الفكري والفلسفي الذي ضمنه الكتاب فقط ساقف عند بعض المحطات التاريخية لحزب الشيوعي السوداني التي افرزت حركة القوى الجديدة الديمقراطية ( حق) التي فتحت الطريق لتجديد الحزب.
خلص الشيوعيون إلى ضرورة تخطي الماركسية الدوغمايية إلى نظرية تقوم على التعددية بما يواكب مشروع التحرر الإنساني الذي وفر أساسا معرفيا لقضايا الديمقراطية التعددية وحقوق الإنسان إلى جانب أساسها الأخلاقي.
هذا الكتاب مساهمة مقدرة نحو بناء حزب يعتمد النظرية النقدية ويتجاوز النهج الأحادي التسلطي إلى نهج تواصلي بدلا من نظرية سيطرة الطبقة العاملة كمحرك للتاريخ.
يكتسب هذا الكتاب أهميته من كونه محاولة للانتقال بالحزب الشيوعي من النهج التسلطي إلى نهج ديمقراطي قايم على الالتزام بالتداول السلمي للسلطة وقبول الآخر.
كما أنه يفتح الباب أمام الاحزاب السودانية العريقة للحراك السياسي الديمقراطي المطلوب لاسترداد الديمقراطية واكمال مهام الانتقال للحكم المدني الديمقراطي على هدي أهداف ثورة ديسمبر الشعبية.
noradin@msn.com