من هو المتسلط والجانى والعميل ؟!
د. زهير السراج
- لم افهم ماذا يقصد رئيس السلطة الانقلابية بحديثه فى افطار رمضانى لقوات الدعم السريع انها “تقاتل في أطراف السودان وتحرس البلد نيابة عن النائمين والذين يتفسحون في شوارع الخرطوم بعد تناول افطارهم” .. بينما تعرض المواطنون الابرياء فى محلية (كريننق) بولاية غرب دارفور للقتل وحرق مساكنهم ونهب اموالهم ومواشيهم بدون أن يجدوا الحماية التى يتحدث عنها البرهان، إلا إذا كان المقصود من الحديث السخرية والتندر وانتقاد القوات بالطريقة الماكرة التى اشتهر بها البرهان لعدم القيام بواجبها فى حماية المواطنين فى الاطراف!
- وليت مواطنى الاطراف فقط هم الذين لا يجدون الحماية، بل كل مواطنى السودان لا يجدون الحماية بمن فيهم مواطنو العاصمة الذين يتندر عليهم البرهان ويقول انهم يتفسحون فى شوارع الخرطوم بعد تناول افطارهم، ولا اعتقد اننى بحاجة لدليل لتأكيد حديثى مع جرائم الخطف والنهب والسطو والاعتداء والقتل التى يتعرضون لها كل يوم من عصابات النهب والسطو، لدرجة ان حكومة ولاية الخرطوم اضطرت لاصدار قرار يخول لقوات الشرطة توقيف راكبى الدراجات النارية بدون سبب واضح بما يعتبر تعديا صارخا على حقوقهم، بالاضافة الى منعهم من اصطحاب راكب آخر والا تعرضوا للعقوبة بالسجن والغرامة، وذلك بغرض كبح الجرائم التى تستخدم فيها الدراجات النارية، فضلا عن منع استخدام الدراجات النارية فى اسعاف الاشخاص الذين يتعرضون لاعتداء قوات السلطة الانقلابية خلال التظاهرات السلمية، وهو ما يؤكد انه لا الاطراف ولا المركز ولا العاصمة آمنة ومحمية غير ما ادعاه رئيس السلطة الانقلابية، بل ان كثيرا من وقائع الاعتداء تحدث من نظاميين وليس ادل على ذلك من مما يحدث فى التظاهرات السلمية التى قتل فيها حتى الان اكثر من تسعين شهيدا واصابة المئات بواسطة قوات السلطة الانقلابية منذ الانقلاب المشؤوم، وجرائم النهب والخطف لمقتنيات وهواتف المتظاهرين، فأين هى الحماية؟!
- قال البرهان خلال الإفطار ان سبب انقلابه المشؤوم او ما ظل يطلق عليها (اجراءت تصحيح المسار) هو فك احتكار السلطة بواسطة جهة واحدة غير مفوضة، فما الذى حدث بعد فك احتكار السلطة، هل ذهبت الى الشعب، أم إلى الشباب الثائر، أم احتكرها هو واذنابه؟!
- ثم من الذين كانوا يحتكرون السلطة قبل الانقلاب المشؤوم ولقد كان العسكر شركاء فى السلطة، بل كانوا المسيطرين الفعليين على السلطة والممسكين بكل الملفات وعلى رأسها الامن والدفاع والداخلية والاقتصاد والسلام والعلاقات الخارجية، فماذا بقى من السلطة ؟!
- ظل البرهان يكرر ذرا للرماد فى العيون بأنهم لن يتخلوا عن السلطة إلا بتوافق الشعب السودانى أو اجراء انتخابات، وهو ما يؤكد اولا احتكارهم للسلطة وثانيا، ما الذى يقصده بتوافق الشعب وماذا فعلوا من اجل هذا التوافق، هل رفعوا حالة الطوارئ لتهيئة المناخ للحوار السياسى، هل اوقفوا جرائم القتل، هل اطلقوا سراح كل المعتقلين أم لا يزالون يداهمون الاحياء والبيوت كل حين ويعتقلون المزيد من الاحرار بدون ذنب جنوه سوى ممارسة حق التعبير .. هل قدموا مبادرة واضحة المعالم والتفاصيل للتوافق، أم انه مجرد حديث لممارسة الخداع وشراء الوقت ليحكموا قبضتهم على السلطة؟!
- ثم ماذا فعلوا حتى تقوم الانتخابات التى ظلوا يتذرعون بها للتخلى عن السلطة .. هل شرعوا فى اتخاذ اجراءات اولية لقيام هذه الانتخابات مثل الاحصاء السكانى (على سبيل المثال)، والاهم من ذلك هل قدموا اية مبادرة للتفاوض مع الحركات المسلحة (الحلو وعبد الواحد) التى لم توقع على اتفاق جوبا الهزيل، حتى يتوصلوا معها الى اتفاق سلام يضمن مشاركة المواطنين فى المناطق الواسعة التى تسيطر عليها فى الانتخابات؟!
- دعكم من ذلك، هل حلوا مشكلة الصراع القبلى فى الشرق وفى دارفور، أم أن الانتخابات التى يتحدثون عنها يريدونها ان تكون فى الخرطوم ومدن المركز فقط، أم يريدون اقامتها على جثث المواطنين فى مناطق الصراع، أم يعتقدون انهم يخدعوننا بحديثهم عن الانتخابات وهم فى حقيقة الامر لا يريدون لها ان تقوم حتى يظلوا مسيطرين على السلطة التى يعشقونها، بالاضافة الى الخوف من العقاب اذا تخلوا عنها!
- تحدث البرهان عن استهداف القوات المسلحة، فمن الذى يستهدف الآخر، الاعزل ام الذى بيده السلاح وهو ما حدث فى 25 اكتوبر الماضى؟!
- ظل البرهان يتهم القوى المدنية بالخيانة والعمالة، كما كان يفعل المخلوع، فمن هو الخائن .. الذى ينقَّض على شركائه، والذى يتفاوض مع الصهاينة المحتلين سرا، والذى يستعين بالخارج ليمنع السودايين من تأسيس دولتهم المدنية الديمقراطية، أم الذى يقابل المبعوثين والوسطاء الدوليين فى العلن تحت بصر ونظر السلطة واجهزة امنها وتنصتها وتجسسها؟!