عندما انقلب البرهان على الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك، لم يجد هذا الانقلابي من يعمل في حكومته الانقلابية، فاضطر لتعيين الانتهازيين والفلول في المناصب والوظائف الحكومية. وكان من بين هؤلاء الانتهازيين الذين عينهم البرهان في منصب وزير الاعلام، هو السيد جراهام عبدالقادر..
وجراهام عبدالقادر هذا، وبالمناسبة عمل طوال عهد المخلوع في وزارة الاعلام والثقافة -يعني الرجل من الفلول وأيتام المؤتمر الوطني المحلول (وما يجئ واحد ويقول لي، هو موجود في هذا المنصب بحكم خبرته الإدارية ومش عارف ايه كدا)..
وللتدليل على (فلولية) السيد جراهام، إليكم ما صرح به لوكالة السودان للأنباء:
أكد جراهام عبد القادر وزير الثقافة والإعلام المكلف أن تداعيات الأحداث التي شهدتها مناطق الجنينة والكرينك بغرب دارفور مؤخراً تحظى بمتابعة واهتمام رسمي وشعبي كبيرين باعتبارها قضية قومية في المقام الأول ذات طابع إنساني تعني كل مواطن.
قال جراهام إن الاجتماع الذي ضم كل من الهادي إدريس ودكتورة سلمى عبدالجبار المبارك عضوي مجلس السيادة إلى جانب وزير الحكم الاتحادي بثينة دينار وكافة الجهات ذات المعنية أطلع البعثات الدبلوماسية الرسمية بالخرطوم على ظروف وملابسات الأحداث حيث أكد الجميع تعاطفهم ووقفتهم إلى جانب السودان حتى يتم تجاوز تلك الأزمة.
عزيزي القارئ..
مثل هذه التصريحات الصحفية التي تنُم عن الخداع والكذب كطريقة للسطو على الحقيقة وإلغائها، ليست غريبة على الفلول الذين اعادهم الجردل الى مناصبهم بعد انقلابه المشؤوم على حكومة الثورة، وبالطبع السيد جراهام عبدالقادر ليس استثناءا..
يقول جراهام عبدالقادر الفلولي، ان ما حدث في “الكرينك”، عارض ظرفي عابر ليس له رصيد من موروث في مكونات وجذور أخلاقيات الشعب السوداني. لكن هذا القول إنما هو الكذب نفسه، إذ ان ما حدث في الكرينك، ليس حدثا عارضا، بل تكررت مثل هذه الأحداث كثيرا وبطريقة ممنهجة ومنظمة منذ عام 2019م من جهات معروفة للشعب الدار فوري..
مجزرة كرينك، ليست الأولى أو الأخيرة، بل منذ انقلاب الجردل وحميرتي في 25 أكتوبر 2021، ارتكبت عشرات المجازر في دارفور، مما يعني ان الحكاية منظمة ومخطط لها بعناية للسيطرة على أراضي السكان الأصليين وتغيير معالمها أولاً، وثانيا، للسيطرة على الموارد المعدنية (الذهب) وغيره.
اذن ما حدث في كرينك، ليس ظرفا عابرا، كما يزعم السيد جراهام. لكن ماذا عساه ان يقول غير ذلك، فالطمع في السلطة والمال وتحقيق مصالح خاصة على حساب الحقيقة اهم من قول الحقيقة.
الرغبة الملحة في تقلّد المنصب هي السبب الرئيسي وراء كذب السيد جراهام عبدالقادر، فالكذب يمنحه مكانة أرفع، وهو على استعداد للمخاطرة من أجل تحقيق ما يصبو إليه.
يحاول السيد جراهام عبدالقادر تصوير المجازر المرتكبة في دارفور على انها ناتجة عن صراعات قبلية، لكن الحقيقة التي يلوي عنقها، هي ان مسؤولية كل المجازر والاعتداءات على المواطنين العزل منذ 2003، تقع على ميليشيا الجنجويد بالتآمر مع جيش البرهان، ولا علاقة للقبائل بتلك الأحداث والمجازر، إذ أين لها بالطائرات وبالدبابات المشاركة في مجزرة كرينك!.
ما حدث في كرينك، يعبر حقا عن اخلاق ومورث الانقلابيين، فكل الأفعال والأعمال التي يقوم بها الانقلابيون وهم بالضرورة من بقايا النظام الساقط، تتناقض مع الأخلاق السليم وتعاليم دينهم الذي يتشدقون به، إذ بينما يتحدثون عن العدالة والحريّة والكرامة الإنسانية، والحوار الوطني، تراهم يخططون للتخريب والتدمير والانقلابات، والتفجير والقتل مع استمرار محاولاتهم في طمس التاريخ السوداني وتشويهه بشتى الطرق والوسائل.. ونرجو منك يا جراهام عبدالقادر ان لا تتحدث عن الأخلاق والدين، ولا تحاول ابدا خداع الشعب السوداني، بالقول ان ما حدث في “الكرينك”، عارض ظرفي عابر ليس له رصيد من موروث في مكونات وجذور أخلاقيات الشعب السوداني.
أنت تشارك الانقلابيين السلطة يا جراهام.. وأنت اذن متآمر ضد أحلام الشعب السوداني في الحرية والعدالة والديمقراطية، وبالتالي ستحاكم كالبرهان وحميرتي وكباشي بتهمة الانقلاب على النظام المدني، ولا تظن نفسك مجرد أداة في يد هؤلاء.
bresh2@msn.com