كان السر قدور سببا في غضبة مضرية من كبار الفنانين ضده وضد الموسيقار إسماعيل عبد المعين بسبب حوار أجراه معه.، ولذلك قصة طريفة.
كان الأستاذ السر قدور يكتب عموده اليومي بصحيفة الخرطوم بعنوان (أساتذة وتلاميذ) وهو صاحب خط غير مقروء، لذلك يتم استدعائي باستمرار لغرفة الجمع والصف الاليكتروني لأفك الغاز خطه، فقرات عموده الذي كان يتحدث فيه عن إسماعيل عبد المعين، الذي كان قد عاد للسودان بعد سنوات قضاها بين القاهرة و أوروبا.
,تحدث قدور في هذا العمود عن هذا الحوار الذي أجراه وقال إنه دخل إلى فندق المسرح القومي الذي كان يقيم فيه إسماعيل عبد المعين ووجده يفطر وأمامه صحن كبدة وآخر به زبدة ومربى، ودعاه عبد المعين للانتظار، ولم يدعوه لمشاركته الإفطار.
أخذت هذه الصفحة وعدت له قائلا إن القراء لن يصدقوا إنه يتذكر مكونات إفطار إسماعيل عبد المعين في أواخر الخمسينات، فدعاني للصبر، ظللت أجادله بعدم معقولية هذا الأمر، وهو يطالبني بالصبر، حتى غضب واشتكاني لرئيس التحرير. وعندما فرغ من العمود رماه على مكتبي وهو يصيح ” أقرأ عشان تفهم“.
ذكر في العمود إن إسماعيل عبد المعين هاجم الفنانين و الموسيقيين السودانيين بلا استثناء تقريبا، واتهمهم بالجهل الفني والموسيقي، وبدأ يتحدث عنهم بالاسم ويذكر عيوبهم…. ”فلان هذا له عيب خلقي في حنجرته ويحتاج أن يعالجه، وعلان لا يعرف كيف يغني أو ينطق الحروف، والموسيقي فلان جاهل ومدع ولا يفهم في الموسيقي… الخ “
عاد قدور لمكتب الصحيفة وحرر الحوار وجعل له عنوان ( عبد المعين يفطر بالكبدة… ويتغدى بجميع الفنانين)، خلق هذا الحوار معركة فنية كبيرة حيث اتحد كبار الفنانين ضد عبد المعين، وشنوا عليه هجوما عنيفا، وانتشرت ردود الفعل في الصفحات الفنية الأخرى.
وقف الأستاذ السر قدور فوق رأسي وأنا أقرأ بقية العمود، وسألني ساخرا: أها قراؤك حيفهموا أنا متذكر الفطور دة ليه وللا ما حيتذكروا….؟