ست أكتمك الخبر
هذي جذور البحر
تعبرني اليك و لا مفر
سقط المساء على دروب العشق
و انتصب القدر
و نظرت نحوك هائما
بالسحر فاحترق النظر
ظلّت غصون الشعر
مسدلة عليك
وها أنا
في الجوف احلم بالمطر
و أدور في فلك المنى
وحد ي وانتظر السفر
ياشاديا ملك الزمان نضاره
و نما بقامته السنا
سقط التماسك من سمائي
و استوى عود الهوى عندي
و عافية الهنا
كلِفٌ أنا
بك والسحاب مضمخ بالعشق
ينزق كالشهيد
رذاذه طل يعانق سوسنا
قدري بحبك خاشعا
و أنا بحبك موقنا
ما كنت احسب
حين غادرت الديار تذكُّري
في هدب ذاكرة بقلبك
سوف يصبح عالقا
وحسبت أني
في محطة عاشقيك مسافرا
سينام دوما في الرصيف
و في حواف الاروقة
و أكون في دنياك غيما عابرا
وأكون في رمل الطريق كذرة
عطشى لمائك
حين صرت مفارقا
محرابك النذر القديم
رميتني فوق الملاذ مروضا
و سقيتني كأس النقاء معتقا
تبقى ملامحك الحضور
فأقتني كنز الحياة جداولا وحدائقا
و تعود اذ ما جئت بالقلم الذي
رسم الشعار على الفؤاد
و حاط بي عشق تسامى و ارتقى
و أعود أسأل عن هواك لعلني
كذّبتُ حدسي اذ لقيتك عاشقا
و اخذت اطرق الف باب للخيال
و امتطي صهو التمني
راحلا خلف العصور
و شاهرا حبي اليك بيارقا
لو كنت اعرف انني
يوما سألقاك امتدادا للحياة
لما غفوت دقائقا
و لما بكيت على الجراح
و ما اصطليت حرائقا
و محوت احزان الوجود لغيتها
و حرقت لعنات الهزيمة
و انتظرتك سامقا
لو كنت ادرك ان لقياك العوالم
والحضارة
ان رؤياك الربيع
و ان منبتك التُّقى
لحجبت وجه النار عنك باضلعي
و حملت عنك الوجد وعدا صادقا
و فَرشتُ دربي في انتظارك لؤلؤا
و جعلت بيتي مغربا و مشارقا
لكنها إبر الحياة و وخزها
سنن لنا متوثقة
نحيا كأطيار الخليج مواسما
والقلب تصهره الشجون ببوتقة
و نعود كالامطار حينا
ثم نخرج للدنا سحبا
ستبقى في السماء معلقة
لو كنت اعلم بالذي يأتي غدا
لبنيت للطوفان ليلا زورقا
وضحىً حملتك باتجاهي ها هنا
من دون خلق الله كي لاتغرقا
واراك تصلب
فوق جدران الوداع تعلّقي
و تدور حولي الرياح مصفقا
دوما و تتركني وحيدا عاريا
امضي اليك مشتتا و ممزقا
او هكذا يبني لنا القدر المسافة
برزخا متفجرا وصواعقا
و نظل كالليل الذي
لم يلتق بالصبح منذ تألقا
كذبا علمت فحبنا
سيظل عطرا عابقا
و سنستريح على الربا
زهوا و نمضي للبعيد
الشوق يحملنا معا
آمالنا متدفقة
إن كنت أحلم بالُمنى متحجبا
عن كل اوراق الطبيعة
او حنينا اعمقا
فلننتشي فرحا
فاحداق العيون منابعا
تهب السماء نمارقا
من خيرنا في الارض نجني غرسه
و نعود كالاطفال ننسج عشنا
متزينا و منمقا
و سنلتقي أبداً على مر العصور
و نلتقي دوما بشط الملتقى
حتى يعود الخير في اعماقنا
ونعود للدنيا ربيعا مُشرقا.