كم عيد مر منذ مجزرة الاعتصام الغادرة؟ كم من الشهداء أودت بحياتهم العزيزة الشريفة أيادي غدر وخيانة؟ كم من الصعاب أطبق على المواطن الغلبان، مسلوب الحيلة مبحوح الصوت؟ كم من الأرواح أزهقت من غير طائل ولا وازع من ضمير ولا مسئولية؟ وكم من الموارد أهدرت ونهبت وخبئت؟ كم من الأكاذيب روجت، والوعود قطعت، والعهود حنثت؟
وكم بقي من العمر ليهدر في تعداد المواجع والتحسر على ما ينبغي أن يكون؟
لكن تظل فسحة الأمل واسعة اتساع بلدنا قبل حكم الإنقاذ المشؤوم.
بهذا الأمل وحده، سنظل صامدين تملأ جوانحنا فرحة العيد مجاراة لصغارنا ولأهلنا الطيبين، ريثما ننهض لنبدد كل تلك المنغصات التي تسد الأفق وتخنق قدرتنا على التفكير. بهذا الأمل سنحلم بغدٍ مشرق مترع بالخير لا يعرف قطعاً لماء ولا كهرباء ولا ندرة لخبز أو دواء، ولا تنقصه مقومات الحياة الحقة من حرية وعدل وسلام وأمن وتنمية.
حتى ذلك الحين، سنحلق بأجنحة الأحلام، زادنا الأمل الواسع الأكيد بأن ستكون أعيادنا المقبلة أحلى وأبهى وأنضر.