كما قلنا في حلقات سابقة فقد عمل السر قدور في الصحف السياسية، لكنه وجد نفسه آكتر في المجالين الرياضي والفني، ومع مرور الوقت تحول كليا للصحافة الفنية فصار يحرر الصفحات الفنية التي تنشر أخبار النشاط الفني، ويجري الحوارات ويكتب أعمدة الرأي والمقالات الفنية. وتميز بالجرأة والمصادمة، وهو يبرر ذلك بأنه اندفاع الشباب.
اشتبك في مرحلة من حياته في الستينات مع الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي، خاصة حينما بدأ الكابلي تقديم أغنيات التراث التي اشتهر بها بعد ذلك. فكتب السر قدور ناقداً لطريقة أداء الكابلي متهماً له بتشويه التراث الفني السوداني.
وقال إنه كان قاسياً جداً ومتجاوزاً في هجومه مما دفع الكابلي لتقديم شكوى ضد قدور ورئيس تحرير جريدة الناس محمد مكي، لكن تدخل عميد الفن أحمد المصطفى فاجرى مصالحة بينهم وتم شطب القضية.
وحكی أن الفنانة اللبنانية صباح زارت الخرطوم في الستينيات، وكانت تقيم في الفندق الكبير. ذهب قدور ليجري معها حواراً، لكن يبدو أنها استصغرته وقللت من شأنه، فرفضت إجراء الحوار.
وبينما كان يتجول في الفندق سمع أن أحد كبار رجال الأعمال سيقيم لها احتفالاً كبيراً بعيد ميلادها في مزرعته الخاصة. عاد قدور للجريدة وكتب خبراً كبيراً مصحوبا بصورة ضخمة بعنوان ”الفنانة صباح تحتفل بعيد ميلادها الستين بالخرطوم“ ولم تكن قد بلغت هذا العمر بالتأكيد، غضبت الفنانة ومضيفوها وسعوا للسر قدور لتصحيح الأمر ، مع اعتذار له من الفنانة.
كما حكی أن الشاعر إبراهيم العبادي، وكان رئيساً للجنة النصوص رفض إجازة نص أغنية ”يا صغير… يا متحيرني ومتحير “ وهي من كلمات السر قدور وألحان وغناء إبراهيم الكاشف، ووصفها العبادي بأنها كلام فارغ.
كتب السر قدور مقالاً مطولاً تحت عنوان: يا وزير الإعلام .. أوقفوا هذا الإعلان المجاني، قال فيه إن أغنية يا سائق الفيات هي إعلان مجاني لشركة الفيات، وإن من المفترض أن يدفع وكيل الشركة للإذاعة كلما أذيعت هذه الأغنية، وهي طبعا من كلمات العبادي.
لم يغضب العبادي، لكنه مازحه عندما التقاه قائلا ”أمشي يا فالح لي وزيرالإعلام أحمد المهدي عشان يقول لي وكيل الفيات أدفع لينا”، ووكيل الفيات في ذلك الوقت كان السيد عبد الله الفاضل المهدي، والوزير والوكيل أبناء عم.