جيل الشباب صناع ثورة ديسمبر قطعا لم يسمعوا بهذا الهتاف من قبل ، عندما هتف مناصروه ( عايد عايد يا نميري) بعد فشل المحاولة الانقلابية التي قادها الرائد هاشم العطا ضد جعفر نميري في العام ١٩٧١ عليهما الرحمة.
وها نحن اليوم وبعد سنوات طويلة من زوال حكم مايو وعلى لسان الرجل الثاني في النظام الانقلابي والذي يتمنى أن يبعث جعفر نميري من قبره مرة أخرى لما تردد في تسليم السلطة له لانه وحسب وصفه ( كارب قاشو)
وذلك في محاولة يائسة لاستدعاء الماضي رغم انه يعلم علم اليقين أن ذلك هي مجرد أمنيات لن تتحقق . فالرجل ( اعني النميري) ذهب لمقابلة ربه بما له وبما عليه .
فما بالكم وانتم تملكون كل مقاليد السلطة بين يديكم تحاولون الاستنجاد بالموتي لكي يخرجوكم من متاهتكم التي دخلتموها بكامل أرادتكم وقراركم .
لماذا لا تريدون الاعتراف بفشلكم بشكل واضح ؟؟ أم أخذتكم العزة بالإثم؟
اذا كنتم تبحثون عن ( الكارب قاشو) لتسليمه السلطة لن تجدوه داخل أسوار الكلية الحربية ولن تجدوه داخل الحركات المسلحة ولن تجدوه داخل القوات التي تزاحمت وسدت الأفق في قاعدة كرري العسكرية .
( الكارب قاشو) حقا هو هذا الشعب السوداني الذي صبر كثيرا منذ استقلال السودان ليحكم نفسه بنفسه ولكنكم وفي كل مرة تغدرون به وتريدون فرض وصايتكم الكاملة عليه وتختارون له من يحكمه من بينكم وكأننا شعب حكم عليه أن يحكم بالعسكر إلى أن تقوم الساعة .
لقد صدعتم رؤوسنا بتكرار ذات العبارة في كل مناسبة حتى أصبحت عبارة ( سنسلمكم السلطة عندما يحدث توافق بين القوى السياسية ) أصبحت عبارة مستهلكة وممجوجه فارغة المحتوى .
ظللتم ترددونها وبطريقة ببغاوية وتلوكها السنتكم صباح مساء ولا أحد منكم يستطيع أن يسأل نفسه بكل جرأة وصراحة سؤالا ظل يؤرقكم ويقض مضاجعكم وهو.. هل العسكر متوافقون فيما بينهم حتى يطلبوا من المدنيين أن يتوافقوا ؟؟
رغم أن الطبيعي جدا أن يتوافق العسكر بينما الجانب المدني ليس مطلوبا من هذا التوافق الذي تبحثون عنه وآلا لكونوا حزبا واحدا . من الطبيعي جدا أن يختلف المدنيين وتختلف الأحزاب فيما بينها ولكن ليس من الطبيعي أن يختلف العسكر .
هل يعتقد العسكر أن الشعب يصدق ما ترددونه على مسامعنا كل مرة بأنكم متوافقون على قلب رجل واحد كما تدعون ؟؟
من يتابع المخاطبات التي تمت منكم في الافطارات الرمضانية يتأكد تماما أن الخلاف بينكم قد وصل إلى مدى بعيد وتوجت هذه الملاسنات الحادة بتبادل الاتهامات بشكل واضح في الحفل الذي إقامة مناوي في داره وافرغ كل منهم ما في جوفه من خلافات حادة .
لقد فشل الانقلاب الذي تم التخطيط له من عناصر النظام السابق كما صرح بذلك الامين العام المكلف للمؤتمر الشعبي في الاحتفال الذي أقيم في منزل رئيس الحزب المكلف وتجرأ أكثر من ذلك وحدد الشخصية التي حركت وإدارت الانقلاب من خلف الستار .
والشعب لا يهمه كثيرا من خطط للانقلاب ما يهمه أن ينتهي هذا الانقلاب اليوم وليس غدا
لقد فشلتم فعودوا إلى ثكناتكم وكفى