أكثر من سنة ونصف لم اتذوق الفول بزيت السمسم والشمار ..وهنا فى اذربيجان لا يوجد فول ولا يعرفونه ..وعندما ذهبت معى زوجتى اينور للسودان ابت ان تتذوقه ..وكانت تتعجب اننى لا اهتم به فى منزلنا كثيرا رغم جهودها فى تظبيطه ومحاكاة ياسر اخوى الله يطراه بالخير .. الفول والتركين طعمه غير مع الاهل والاصحاب ..ويوم الجمعة عندى فى السودان يوم مقدس، فمن الصباح الباكر اتجه الى بيت الاسرة ويأبى والدى رحمة الله عليه ورضوانه وغفرانه الا ان اجلس ملاصقا له، ومن بعده سارت امى على الدرب، اجلس وسط اخوتى وانا احس بسعادة سماوية وانا اتناول معهم افطار يوم الجمعة الحنين…وبعد الصلاة يجهز بركة البركة القهوة وبخور التيمان..وتخرج امى حفظها الله بلح القنديلة من علبة فى دولابها ..وهنا تتربع اينور وتحتسى الشاى مثنى وثلاث مع البلح ..فهم قوم لا يعرفون القهوة وليس عندهم بلح ..وان وجد فهى عجوة ايرانية لاطعم ولا رائحة لها..ولاول مرة تأكل اينور التمر الجاف مع الشاى … بارك الله فى ابن الاصول الكريم الجميل الذى ارسل لى فى اذربيجان فول وشمار السليم وزيت السمسم وقائمة طويلة من خيرات بلادى كانت مفاجأتها القرض وبخور التيمان الذى حرصت زوجته النبيلة سليلة الكرام ان يكون من ضمن رسالة ادخلت السعادة الى قلبى ..اسعدهم الله ووليداتهم من فوق سبع سموات .. يومين وانا افكر “أبل” الفول قبل النوم ..”واشده” صباحا ..ولكن بالامس حسمت امرى وبعد ان دخلت تحت البطانية، فجأة تذكرت الفول، وبسرعة بدأت ابحث عنه ..ومن حظى وجدته نظيفا جميلا ..فغسلته ومن ثم وضعته فى الماء …وبدات محاولة تذكر كيف تعمله امى ..لانى طول حياتى لم “اشد” فول ..وكنت فى بريطانيا ايام الدراسة اشتريه معلب, وهنا فى اذربيجان لا وجود له باى شكل. وفى الصباح توكلت على الله وبمساعدة اينور وضعنا الفول بمويته التى بليناها به فى حلة البريستو ومعه شوية عدس وثلاثة بلحات .. وكانت النتيجة مذهلة … وظبطت البصل والشطة والجبنة .. ووضعته فى صحن ومن ثم هاك يازيت السمسم والشمار .. وهنا بدا لعاب اينور يسيل وسبقتنى للمنضده حيث استمتعنا باحلى وجبة فول افتقدتها زمنا طويلا .. وحبسنا بشاى بالنعناع من زرعنا.. وظبطت اينور القهوة والبخور ..وهى تقول: افتقدت حبوبة ..انا احبها .. شكرا كثيرا وعميقا لمن ارسل لنا الفول وجعل الذكريات تتداعى والحنين ..والشجن. ولما ترجع بالسلامة وترجع ايامنا الجميلة والغريب عن وطنو مهما طال غيابو مصيروا يرجع لوطنو وصحابو وفولو وتركينو